السبت 12 يوليو 2025 03:51 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : تراكم الحديد مع العمر والتغلب عليه طبيعياً

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

الحديد عنصر مهم يحتاجه الجسم للعمل بشكل صحيح، حيث يستخدم بشكل أساسي لإنشاء بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء هو الهيموجلوبين والذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلي مناطق أخرى من الجسم مما يساعد العضلات علي تخزين الأكسجين ومهم أيضا لإنتاج الهرمونات ونخاع العظام وللجهاز المناعي، مع ذلك أظهرت الدراسات السابقة أنه ومع التقدم في السن فإن الحديد يتراكم في الدماغ مسبباً مشاكل في الإدراك، وهذا ما كشفت عنه دراسات سابقة والتي ربطت بين ارتفاع مستويات الحديد في الدماغ مع التقدم في السن وزيادة فرص الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر والخرف، وأيضا ولأنه عامل مؤكسد قوي فإن عدم تنظيمه يؤدي إلى تعطيل العمليات الخلوية ويتلف الخلايا العصبية والخلايا الدبقية والميالين ومن ثم فإن الجسم يقوم بتخزينه في خلايا الدماغ في مجمعات واقية مثل الفيريتين حيث يظل آمنا وغير سام.
دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كنتاكي كشفت نتائجها أنه بالإمكان التغلب على مشكلة تراكم الحديد في الدماغ وتقليل كميته من خلال نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة ويساعد كذلك في تقليل خطر الإصابة بالتدهور المعرفي ، ونشرت الدراسة مؤخراً في مجلة Neurobiology of Aging. ركز فريق البحث في تلك الدراسة على الصورة غير المرتبطة من الحديد والمعروفة باسم "الحديد غير الهيمي" والذي يتواجد في كل من المنتجات النباتية والحيوانية ويشكل 90% من الحديد الذي يستهلكه الشخص من خلال الطعام بحيث يتم تنظيمه لموازنة فوائده الوظيفية مع تقليل الضرر المحتمل ، لكن ومع التقدم في السن يتعطل هذا النظام التنظيمي للحديد مما يترتب عليه تراكمه خارج المجمعات الواقية له ويؤدي ذلك إلى مشاكل معرفية وادراكية.
وجد الباحثون أن تناول كميات كبيرة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمغذيات المخلبية للحديد والاحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة ادي ذلك إلى إنخفاض مستوى الحديد في الدماغ وتحسين الذاكرة العاملة وتحسين الأداء الإدراكي ، لذا ينصح فريق البحث بإتباع نمط غذائي متوازن وغني بالمغذيات ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن من مصادر طبيعية نباتية أو حيوانية جنباً إلى جنب مع ممارسة الأنشطة المحفزة للدماغ مثل حل الالغاز المتقاطعة وتعلم لغة جديدة وحوكمة الجسم والنوم المريح الكافي والهواء النقي والترطيب المناسب في ظل بيئة هادئة ومسالمة مع التفاعل الاجتماعي جميعها تساعد في إشعال كل شيء بكامل طاقته.