الجمعة 17 يناير 2025 11:01 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حكايات مصيرية

الكاتب الصحفي الحسيني عبدالله يكتب : كلب ليلى

الكاتب الكبير الحسينى عبدالله
الكاتب الكبير الحسينى عبدالله

أمنيتي إن نستقبل عامأ جديد خالي من العنف والجرائم بكل أنواعها خاصة ما يتعلق بالقتل والجرائم الأخلاقية ولعلا سائلا يسأل عن سبب كتابتي هذا المقال
والإجابة إن هذة الأمنية أو الخاطرة التي أتمناها تأتي لمعرفة أسباب حالات القتل بدعاء الحب والتي جعلني أسأل
هل يقتل الحبيب حبيبته؟ أو هل تقتل الحبيبه حبيبها؟ سؤال طرح نفسه بقوة على الأحداث في الشارع بعد جرائم قتل بشكل همجي عشوائي حيث يدعي القاتل إنه قتل بدافع الحب والحقيقة الثابتة في كل العصور والازمان إن الحب لم يكن قاتلا ابدا ولعل قصة مجنون ليلى مع الكلب خير دليل على ذلك فقد
رأى "قيس بن الملوح" كلب "ليلى" فأسرع خلفه حتى يدله على مكان محبوبته، فمرّ في طريقه بقومٍ يصلون، ولما رجع استوقفوه وسألوه : "قد مررت بنا ونحن نصلي، فَلِمَ لَمْ تُصَلِّ معنا؟"
قال: والله مارأيتكم، ووالله لو كنتم تحبون لقاء الله كما أحب لقاء ليلى لما رأيتموني، لقد كنتم بين يدي الله ورأيتموني، وكنت بين يديّ كلب ليلى ولم أَرَكُمْ، أعيدوا صلاتكم يرحمكم الله!!!
فهذة القصة خير دليل على كذب كل من يرتكب جريمة قتل بدعوى الحب فالحبيب لا يستطيع جراح من يحب بكلمة واحدة فما بالك بمن يقتل ويمثل وينتقم ممن يحب فأي حب هذا الذي يعمل على ارتكاب افظع الجرائم بأسم الفضيله فهل هي حب الغرائز أو حب الشهوات أو حب التملك أو أي حب هذا يا سادة علينا أن نسعى جاهدين لبث الوعي في نفوس ابنائنا وعلينا أن نغرس في نفوسهم الرحمة قبل ان يصاب المجتمع بالصدمة ، مما وصل إلية حالنا. فقد اصبنا في اخلاقنا، "نعم " اصبنا في اخلاقنا. ومشاعرنا بشئ من التبلد . فضاعت الشهامة والجدعنة والنخوة . واصبحنا اشباه رجال. لا نكترث بما يدور حولنا . بل لا نصدق ما يدور وهو ما يحتاج لسن قوانين رادعة ومحاكمات ناجزة لكل من تسول له قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الأرض ولكن قبل ذلك لابد من الإجابة لماذا تغيرت الاخلاق؟ حتي تقع جرائم قتل بهذا الشكل الغريب والعجيب "
ولعل هذة الجرائم تجعلنا نعيد النظر في عدد من الامور تتمثل في . اعادة النظر في اساليب التربية داخل البيت والمدرسة والجامعة والشارع . حتي نخلق جيلا قادر علي الحفاظ علي اخلاق المجتمع . عودة الفن الي دورة الحقيقي كقوة ناعمة تهدف الي غرس القيم في الشباب ومنع افلام البلطجة والاستهتار والمخدرات وانتاج افلام تعلي القيمة الوطنية وتزرع روح الانتماء .
عودة وسائل الاعلام المختلفة الي دورها التنويري والتثقيفي من خلال رسالة اعلامية تركز علي الشباب والاطفال بانتاج برامج واعمال خاصة لهم .
عودة مراكز الشباب الي دورها في استخراج الطاقات داخل الشباب من خلال ممارسة الرياضة مع اقامة دورات تثقفية للشباب
لابد ان تضع وزارة الثقافة خطة ثقافية تعلي من قيمة الاخلاق
غرس انواع من الرقابة الذاتية علي الجوانب الاخلاقية في المجتمع من خلال برامج توعوية داخل الحرم الجامعي .
لابد من خضوع الطلاب داخل الجامعات لكشف وتحاليل دورية للمخدرات كل تيرم دراسي
يا سادة لابد من وضع حلول مجتمعية حكومية للحد من الجرائم التي أصبحت تورق المجتمع بشكل يثير الرعب والفزع داخل الأسر والمجتمع على حد سواء حتى نستطيع
منع التحرش والمعاكسات . وارتقاع نسب الطلاق .والتنمر وكل السلوكيات الخاطئة .قبل ان نندم اشد الندم علي ضياع الاخلاق والمجتمع معا .فكل يوم ستجدون عشرات الجرائم ما بين قتل سحل وتحرش وسرقة بالاكراة وممارسة الدعارة . واخيرا يقول أمير الشعراء احمد شوقي في قصيدتة المعلم
وإذا أُصـيـب القـــوم في أخـلاقـهــــم فـأقـــمْ عـلـيـهـــم مـأتـمـــاً وعــويــلا