المحلل السياسى محمد الشافعى يكتب: ترامب واحتمالات الحرب العالمية الثالثه


في أعقاب الواقعة التي أثارت الجدل، حيث تم بث مباشر للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو يهين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فى البيت الأبيض أثناء زيارة زيلنسكى لأمريكا ، لمناقشة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا وأيضا فيما يتعلق بموقف أوكرانيا في الحرب مع روسيا.
** فلم تكن تلك الواقعة مصادفة أو نتيجة موقف مستحدث فقط من مواقف زيلنسكى الذى أتى إلى البيت الأبيض كى يوقع على وثيقة التخلى عن جزء من ثروة المعادن الأوكرانية لأمريكا ، أو الاتفاق على وقف اطلاق النار مع روسيا واقامة سلام دائم كما هو متفق عليه قبل الزيارة ، والتى نسفت خلال الزيارة ، ولكن ترجع الأحداث إلى : 25 سبتمبر 2019، عندما أعلن البيت الأبيض عن محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. هذه المحادثة أصبحت فيما بعد محور تحقيق لعزل ترامب من قبل مجلس النواب الأمريكي الذى كان الديموقراطيون يسيطرون عليه وقتذاك .
وكانت المحادثة تدور حول :
*طلب الرئيس ترامب من زيلينسكي التحقيق في شركة طاقة أوكرانية مرتبطة بنجل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، هانتر بايدنلتكون ورقة ضغط خلال الانتخابات الرئاسية ، كما طلب التحقيق في مزاعم حول تدخل أوكرانيا في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وتقاعست إدارة زيلنيسكى عن طلبات ترامب ولم تعطيها الاهتمام الجدى نظرا للمصالح مع الحزب الديمقراطى الأمريكى ورئيسه بايدن .
* وعليه قامت إدارة ترامب بتعليق مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بقيمة 391 مليون دولار لأوكرانيا، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا التعليق مرتبطا بطلب ترامب للتحقيق.
* وأتُهم الرئيس ترامب من قبل مجلس النواب الأمريكى وبخاصة الحزب الديموقراطى باستخدام منصبه للضغط على أوكرانيا للحصول على معلومات قد تضر بمنافسه السياسي جو بايدن، الذي كان مرشحا للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 عن حزب الديموقراطيين ، اتهمه الديمقراطيون بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس. تمت تبرئته فيما بعد من قبل مجلس الشيوخ .
* وأستخدمت القضية للتأثير على الحملة الانتخابية فى 2020 ، حيث وجدها الديمقراطيون فرصة لتسليط الضوء على مزاعم فساد ترامب ، بينما دافع الجمهوريون عن ترامب واعتبروا التحقيق محاولة لإسقاطه.
* تلك المحادثة تركت جدلا واسعا حول أخلاقيات استخدام السلطة الرئاسية الأمريكية وأثرت بدورها على العلاقات ( الأمريكية-الأوكرانية ) واضافت العديد من التفيدات إلى المشهد السياسي الأمريكي.
** ولم يتسلح زيلنيسكى بالكياسة والفطنة السياسية خلال زيارته للبيت الأبيض بل زاد على ذلك تصريحاته خلال زياراته لبعض الدول الأوربية التى أثارت الإدارة الأمريكية
وتربصت به داخل البيت الأبيض ليواجه وحيدا الرئيس ترامب ونائبه والإعلام الأمريكى ويلاقى ما فعلته سياساته ودبلوماسياته التى أوقعت دولته الثرية فى حربا لن يكون له فيها الغلبة على روسيا وستؤثر على اقتصاد أوكرانيا لعقود .
** بعثرة الأوراق السياسية واختلاطها بين أمريكا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبى سيكون لها تأثيرا كبيرا مستقبليا ، يمكن من خلال قسم التحليل السياسيى للجارديان المصرية أن يلخصه فى
1- توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، خاصة إذا لم يتم احتواؤه بشكل سريع. سيؤثر على التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين.
2- الدول الحليفة لأوكرانيا " الاتحاد الأوروبى " قد تعبر عن استيائها من هذا الوضع والموقف المؤلم لأوكرانيا ، مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم التحالفات والعلاقات الدبلوماسية.
3- روسيا قد تستغل هذا الحادث للترويج لرؤيتها ودورها حول النزاع وتضعف موقف أوكرانيا الدولي وتقوى التحالف الشرقى مع الصين وكوريا والهند ودول الشرق الأقصى واعتبار أن مافعلته أو كرانيا هو خرق للأعراف السياسية وتهديد للامن القومى الروسى
وستحاول روسيا استغلال أي ضعف في التحالف الغربي لتعزيز موقعه العسكري في أوكرانيا، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد .
4- فى الداخل الأمريكى سيكون هناك رؤية لمؤيدين ترامب وإدارته وسيستغل هذا الحدث لتبرير موقف أكثر تشككا في تقديم الدعم لأوكرانيا واعادة جميع المساعدات الأمريكية سواء 350 مليار دولا أو نصيبا فى الثروة المعدنية الأوكرانية .
5- الرأي العام العالمى قد يتأثر سلبا بهذا الحدث ، مما قد يؤدي إلى زيادة الشكوك حول التزام الولايات المتحدة بدعم الدول الصغيرة ضد العدوان من القوى الكبرى.
6- يمكن أن تتعقد الجهود والوساطة الدولية لإيجاد حل سلمي للنزاع، بعد شعور حكومة أوكرانيا بالإهانة وبالتالي يصبحون أقل استعدادا للتفاوض تحت ظروف قد يروا أنها مهينة.
** وفى النهاية ، لا يمكن أن تتطور الأحداث إلى ما رمى إليه الرئيس ترامب واتهم زيلنيسكى بأنه يضع العالم على أهبة حرب عالمية ثالثة وهو ما لايرتضيه أحد لا دول كبرى ولا أحلافا ولا حتى دولا صغيرة ، وأن السعى إلى حل كافة النزاعات لابد وأن يكون سلميا بشرط أن تطبق القوانين الدولية وتعطى هيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحاكم الدولية الفرصة لبسط نفوذها الذى يحفظ كرامة وآدمية 8 مليار نسمه يعيشون على سطح الكرة الأرضية .