الدكتوره مريم بوعلى تكتب : التواصل الاجتماعي لغة العصر( إيجابيات وسلبيات )

اصبح التواصل الاجتماعي اليوم في عصر الطفرة التكنولوجيا والتواصل الرقمي الذي نعيشه اليوم جزء لا يتجزء من حياتنا الاجتماعية والمعيشية اليومية ، فمن خلال الشبكات الاجتماعية والتطبيقات المختلفة بات الوصول للعالم بأسره عملية سهلة جدا وميسرة ، ولقد ساعد هذا التحول الهائل في طرق التواصل الإنساني الي العديد من الانعكاسات الكبيرة على طرق التواصل وطبيعة العلاقات الاجتماعية ، وقد أتاح للعديد من الأفراد التواصل الغير مسبوق مع اشخاص من مختلف انحاء العالم، وكذلك تقريب المسافات الجغرافية بين الأقارب والأصدقاء ، بل ساهم أيضا في التعرف على العديد من الثقافات والأفكار الجديدة ، ومن خلال هذه المواقع أصبح يامكان الأفراد إيصال افكارهم بكل حرية ، واصبح استخدام هذه المنصات يسيرا لتنظيم الحراكات الاجتماعية والتظاهرات الثقافية والعلمية والاعمال التطوعية بين مختلف متدخلي الخدمة الاجتماعية والمجتمع المدني ، وإنشاء منصات تعزز فرص التوظيف والفرص العملية في العديد من المجالات الخاصة ،وكما ساهم أيضا في توسيع المعارف ونشر الوعي الثقافي والاجتماعي وتعزيز اكثر فرص التسويق للموروث الغذائي والثقافي، غير إنه بالرغم من ايجابيات هذه المواقع إلا انها أصبحت في العديد من المجتمعات العربية تفرز العديد من السلبيات التي تشكل خطرا كبيرا يهدد الأفراد من الناحية الاخلاقية والمجتمعية ،اذ أن الإدمان على هذه المواقع يمكن أن يؤثر سلبيا على الفرد حيث يصبح أكثر عزلة وانفصالا عن المحيط الواقعي المحسوس كما أثرت هذه الشبكات على تحويل التواصل من تواصل أنساني ذو معنى، حولته لتواصل جاف يخلو من كل المعاني الحميمية والانسانية بين الأسر والاقارب ، هذا على الرغم من تقريبه للمسافات في بعض الأحيان ، بالإضافة الى التأثير على الأخلاق والقيم فالعديد من القضايا الاجرامية اليوم ترفع لدى المحاكم بسبب العنف والتنمر الالكتروني وكذلك الخداع التجاري عبر الانترنت ، بالإضافة الى ضياع الهوية ونشر الشائعات المضللة والمعلومات الخاطئة التي تخلو من كل صحة ومصداقية ، ولذا اصبح اليوم لزاما علينا سن ميثاق اخلاقي ينظم عمل هذه الشبكات واعتمادها كألية إيجابية من خلال التفاعل البناء ، أخيرا يمكن القول أنه بات اليوم من الأهمية مراقبة الأطفال والمراهقين للولوج لهذه المنصات ، وكذلك ايجاد التوازن والتكافؤ المناسب للاستفادة من مزايا هذه التقنيات والحفاظ على طبيعة التواصل البشري .