الجمعة 28 مارس 2025 03:27 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب: النظم الغذائية ودورها في خفض خطر السرطان

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

تشير دراسات سابقة على أن الأطعمة المختلفة والنظام الغذائي للشخص يؤثر على خطر الإصابة بأشكال مختلفة من السرطان وخاصة سرطان الجهاز الهضمي. أحد تلك الدراسات والتي أجريت في يناير 2025 أشارت إلى أن حليب البقر والأطعمة الأخري الغنية بالكالسيوم تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. كما تشير دراسة أخرى بأن الأطعمة الغنية بالالياف تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم حيث تنشط البكتريا المفيدة الموجودة في الأمعاء. دراسة أخرى نشرت في ديسمبر 2024 أوضحت أن تناول أربعة أكواب من القهوة يوميا مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرقبة والراس وكذلك سرطان الفم وسرطان البلعوم الانفي. في هذا السياق حذر الباحثون من أن كمية القهوة قد يتأثر بها الحساسون للكافيين ولذلك لا يتعين على الأشخاص محاولة شرب كمية من القهوة أكبر من المعتاد بحجة الحماية من هذه السرطانات.
أوضحت دراسة نشرت في مجلة نيتشر كوميونيكاشن أن الانتظام في تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم يخفض من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ، وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تناولوا الحليب والزبادي والأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية واهمها الريبوفلافين والمغنيسيوم والبوتاسيوم هم أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ويعد حليب الأبقار مصدر غني بالكالسيوم والريبوفلافين، حيث يرتبط الكالسيوم بالاحماض الصفراوية الحرة في الأمعاء مما يمنع التأثيرات الضارة لها علي الغشاء المخاطي للامعاء. كما أن تناول الأطعمة الغنية بالالياف مثل الخضروات الكاملة والفواكه والمكسرات لها تأثير وقائي ضد سرطان القولون والمستقيم، حيث تقوم بكتريا الأمعاء بتكسير الألياف النباتية منتجة نوعين من الجزيئات وهي الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة(البروبيونات والزبدات) حيث تقوم بتغيير التعبير الجيني في خلايا سرطان القولون اي تؤثر على الجينات الأولية للاورام والجينات الكابتة للاورام عن طريق تعديل الهستونات وهي بروتينات تساعد في تغليف الحمض النووي وتجعله أكثر سهولة في الوصول إليه، ومن ثم فإن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة يمكنها تشغيل او ايقاف عمل جينات معينة ومن ثم فهي مسؤولة عن إبقاء السرطان تحت السيطرة حيث تمنع انزيمات هيستون دياستيلاز مما يؤدي إلى تغييرات في تغليف الحمض النووي مما يترتب عليه إبطاء نمو الخلايا السرطانية أو موتها.