الخميس 17 أبريل 2025 05:15 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : حكمة الأعياد في الإسلام

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

شرَع اللهُ لهذه الأمَّة الفرحَ والسرورَ بتمام نِعمته، وكمالِ رحمته ، فعيدُ الفِطر يأتي بعدَ تمام صيامهم الذي افترَضَه عليهم كلَّ عامٍ، فإذا أتمُّوا صيامَهم أعتَقَهم من النارِ، فشَرَع لهم عيدًا بعد إكمالِ صِيامِهم، وجعله يومَ الجوائز، يرجعون فيه مِن خروجهم إلى صلاتِهم وصَدَقتِهم بالمغفرةِ، وتكون صدقةُ الفطرِ وصلاةُ العيدِ شُكرًا لذلك ، شرع الإسلام للمسلمين عيدين في السنة، هما عيد الفطر، وعيد الأضحى، وفيهما حكم كثيرة من الله تعالى ، تنعكس على الفرد والجماعة، ولها تأثير على الصغار والكبار، والرجال والنساء، وهي كثيرة ومتعددة، ومنها تعظيم شعائر الله تعالى حيث يظهر في العيد تطبيق المسلمين لمظاهر الإسلام من اجتماع المسلمين في الطرقات والساحات في صلاة العيد، وتطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وزيارة الأرحام، فكل هذا من تعظيم شعائر الله تعالى ، وقد قال عز وجل: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾، ففعل هذه العبادات يعد علامة على أن القلب محب لشعائر الله تعالى، إدخال الفرح والسرور على المسلمين فيعد العيد مناسبة لإظهار الفرح في الدين، وإظهار السرور بين الناس، فإفراح الناس عبادة يحبها الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم: (أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ)، ويكون ذلك بالزيارة، أو الهدية ، أو بالسؤال عنه عن أحواله، والمشاركة في الأفراح والاحزان، وهذه الأعمال في سائر السنة إلا أنها تتأكد في العيد، وفيه تعليم الصغار تعظيم شعائر الله تعالى ومناسبة لتعليم الصغار بعض أحكام الإسلام، مثل أهمية العيد وأهمية صلاة العيد، وتعليم الأطفال حسن اختيار ملابس العيد، وكيفية التهنئة بالعيد، وكيفية إكرام الضيف، وغيرها الكثير من المسائل التي تعد مناسبة مهمة لغرس الأخلاق الإسلامية فيهم، فالأعياد الإسلامية وسيلة لربط الصغار والكبار بدينهم ، تقوية صلة الأرحام والجيران ، حيث يعد العيد مناسبة لترقيق وتأليف بين القلوب ، وإزالة ما فيها من قسوة وشحناء، وهو فرصة لترميم ما تقطع من صلة الأرحام ، فالعيد تكثر فيه تبادل الزيارات، ويكثر فيه تواصل الأقارب والأصدقـاء بينهم، فلا يصح من المسلم أن يكون معظماً لشعائر الله تعالى في العيد، ومرتكباً لكبيرة قطيعة الرحم أيضاً، ومن حكم مشروعية إظهار اجتماع أمة الإسلام يجتمع المسلمون في العيد على اختلاف أقطارهم وبلدانهم على مسائل واحدة، مثل صلاة العيد، وتقديم التهنئة ، وإظهار السرور، لذا يعد العيد مناسبة لإظهار قوة ترابط المسلمين وإظهار تماسكهم على اختلاف بلدانهم، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أن يشهد العيد كل الناس حتى النساء، ومن حكم مشروعية العيد أنه وسيلة لإظهار الشكر لله تعالى على نعمه، وعلى تجدد نعمه كل عام، كما أن العيد شكرٌ لله تعالى على التوفيق لأداء العبادات من صيام وقيام ، وشكر المسلم لله تعالى على أن بلغه مواسم الخير مثل ليلة القدر، فإنَّ صلاةَ العيدين من أعظمِ شعائره، فقد شرَع اللهُ لهذه الأمَّة الفرحَ والسرورَ بتمام نِعمته، وكمالِ رحمته؛ فعيدُ الفِطر يأتي بعدَ تمام صيامهم الذي افترَضَه عليهم كلَّ عامٍ، فإذا أتمُّوا صيامَهم أعتَقَهم من النارِ، فشَرَع لهم عيدًا بعد إكمالِ صِيامِهم، وجعله يومَ الجوائز، يرجعون فيه مِن خروجهم إلى صلاتِهم وصَدَقتِهم بالمغفرةِ، وتكون صدقةُ الفطرِ وصلاةُ العيدِ شُكرًا لذلك يجتمعون لها ، وقد شُرِع فيها التكبيرُ يجتمع فيها المسلمين لتظهرَ شوكتُهم، وتُعلَمَ كثرتُهم، ولذلك استُحبَّ خروجُ الجميع، حتى الصِّبيانِ والنِّساءِِ، واستُحبَّ كذلك مخالفةُ الطِّريق ذَهابًا وإيابًا ، ليهنئ أهلُ كِلا الطريقينِ اخوانهم المسلمين، كل عام ومصر وسائر بلاد المسلمين في خير وأمن وسلام.