الخميس 15 مايو 2025 07:24 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

رئيس المجلس الوطني الفلسطيني: حان الوقت لمحاسبة بن غفير وحكومته المتطرفة

المجلس الوطنى الفلسطينى
المجلس الوطنى الفلسطينى

استنكر **روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني**، بشدة التصريحات الأخيرة التي أدلى بها **وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير**، والتي دعا فيها إلى **قطع الغذاء عن سكان قطاع غزة لتحقيق ما أسماه "النصر المطلق"**، مؤكدًا أن هذه التصريحات تمثل **جريمة حرب بكل المقاييس**، ولا يمكن السماح بمرورها دون مساءلة.

وقال فتوح خلال لقاء له في مقر المجلس بمدينة رام الله مع **القنصل العام الفرنسي في القدس نيكولا كاسيناديس**، إن تصريحات بن غفير ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي انعكاس حقيقي لـ **السياسات المتطرفة والعنصرية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الحالية**، مشددًا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على هذه الدعوات الهمجية.

وأضاف فتوح:
> "من غير المقبول أن يصدر مثل هذا الخطاب العنصري من مسؤول في حكومة احتلال متطرفة، دون أن تُتخذ أي إجراءات رادعة ضده، أو ضد الحكومة التي تقف خلفه. يجب أن يعرف العالم أن هناك من يخطط عمداً لإبادة شعب بأكمله تحت ستار الحرب".

---

### **كارثة إنسانية تلوح في الأفق.. والملايين بلا طعام ولا ماء**

وحذر فتوح من **الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه أهالي قطاع غزة**، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال وكبار السن والنساء، من **نقص حاد في الموارد الأساسية من غذاء وماء ودواء**، نتيجة الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ بدء العدوان.

وأشار إلى أن استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر، وتدمير البنية التحتية، يهدد باندلاع **مأساة إنسانية لن تُمحى من ذاكرة البشرية**، داعيًا الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك الفوري لوقف المجازر اليومية، وإنقاذ المدنيين، ومنع تكرار مآسي التطهير العرقي والتهجير القسري.

---

### **الاحتلال يتصاعد في الضفة الغربية أيضًا**

كما تطرق فتوح إلى **التصعيد المستمر في الضفة الغربية المحتلة والقدس**، بما في ذلك **الاقتحامات المتكررة للمدن والمخيمات الفلسطينية، واعتقالات التعسفية، وهدم المنازل، ومحاولات تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي** في عدد من المناطق.

وأكد أن سياسة الاحتلال لم تتوقف عند حدود قطاع غزة، بل تمتد لتشمل **التهجير القسري لأكثر من 21 ألف مواطن فلسطيني داخل مخيمات اللجوء، ودمار شامل للبنية التحتية، وانتهاكات مستمرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية**.

واعتبر أن هذه السياسات الاستعمارية **تقوّض بشكل نهائي فرص تحقيق السلام العادل والدائم**، وتعزز من حقيقة أن حكومة نتنياهو وشركائه المتطرفين ليس لديهم أي نية للانخراط في عملية سياسية جادة، بل يعملون بجد لخلق واقع جديد يُرسِّخ الاحتلال ويُنهي فكرة حل الدولتين.

---

### **الرئيس الفرنسي يقود جهودًا دولية لإنقاذ حل الدولتين**

وفي سياق آخر، ثمن فتوح **المبادرات الدولية التي تقودها فرنسا برئاسة إيمانويل ماكرون**، وخاصة الجهود المبذولة لعقد **اجتماع دولي رفيع المستوى في نيويورك يوم الخميس القادم**، بهدف **إحياء مسار حل الدولتين بالشراكة مع المملكة العربية السعودية**.

كما رحب باعتزام الرئيس الفرنسي **الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميًا**، مؤكدين أن هذه الخطوة تمثل **دعمًا حاسمًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وبناء دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية**.

وشدد على أن **الحل الوحيد للصراع هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة، وفق القرارات الدولية ومبادئ الشرعية**.

---

### **فرنسا تؤكد التزامها بحل الدولتين ووقف العدوان**

من جانبه، أكد **القنصل العام الفرنسي نيكولا كاسيناديس** أن **بلاده ملتزمة بمواصلة دعمها لحل الدولتين**، وتعمل بجد من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، وبناء أساس حقيقي لسلام مستدام يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن فرنسا تتابع الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن كثب، وتسعى لتعزيز العلاقات الثنائية مع المؤسسات الفلسطينية، ودعم جهود السلطة الوطنية في تحسين الخدمات وبناء الدولة.

---

### **خاتمة**

في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية من اعتداءات متواصلة وتهديدات إنسانية، تصبح المواقف الدولية الواضحة والفاعلة أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتأتي تصريحات فتوح لتؤكد أن الشعب الفلسطيني لم يعد يتحمل المزيد من الانتظار، وأن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بوجود **عدالة واضحة، ووقف فوري للعدوان، واحترام القانون الدولي والإنساني**.

---

المجلس الوطنى الفلسطينى