شبراوى خاطر يكتب : من المسؤول عن حماية منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية.


يالها من خسارة ان يفقد المرء عقله، او أن يسلم عقله لعقل آخر غيره مريض وجاهل، وتلك مصيبة أشد خطورة.
لو تخيلنا عقولنا قرصاً صلباً لكمبيوتر في منزلك او مكتبك او على كتفك، يتعرض لسيل منهمر من فيروسات الكمبيوتر مثل "فيروس مايكل انجلو الشهير" او فيروس "حصان طروادة" كل يوم.هذه الفيروسات هدفها التدمير الذاتي للأفكار والمعلومات والقيم والمبادئ، ينفثها عليك الهاكرز وبعض مهندسي الفوضى الأخلاقية وصنايعية الهدم والتخريب، للاسف هؤولاء يقومون بدورهم تحت وصاية العديد من الاجهزة الرسمية والتي يُفترض ان تكون مسؤولة عن حماية الجمهور غير المحصن لمواجهة هذا الوباء من الفيروسات العقلية.
لدينا في مصر عشرات الكليات التي تدرس العلوم المعرفية وعلوم الإعلام والإتصال، ولكنها تعمل بمعزل عن قضايا المجتمع ذات الصلة، فلم اسمع عن دراسة تتولى تحليل مضمون برامج ودراما التليفزيون مثلاً، وتسلط الضوء على منظومة القيم الإنسانية والاجتماعية والوطنية التي تنقلها تلك الاعمال، ومدى تطورها سلباً أو إيجاباً، من أجل أن يكون المنهج العلمي هو الكاشف المحايد، من أجل تحصين الجمهور، وتوعية مبتكري ومنتجي المحتوى.
بالنسبة لأولئك الذين يقدمون المحتوى والذين يسعون الى فهم أنفسهم فإن تعلم مدى تأثير ما يقدمونه قد يمنحهم قدراً كبيراً من الرضا ووسيلة للثراء على حساب مزيد من التدني للقيم الثقافية والأخلاقية، كما ان الجمهور المتعرض لتلك الاعمال بوعي وإدراك وفهم، سيكون لديهم ميزة متزايدة في الحياة، خاصة في مقاومة التعرض للتلاعب بهم او استغلالهم، وعندئذ، يمكنهم التعامل بشكل أفضل واوعى خلال عالم يتسم بالتلاعب الدقيق والممنهج بشكل متزايد.
وأسوأ انواع التلاعب بالعقول الذي يحدث من عقول مقربة إليك، وتعتقد أنها تتحلى بالمسؤولية الانسانية والاجتماعية، ولكنها للاسف عقول تحركها مكاسبها وتأثيرها وسلطانها، والاسوأ من كل ذلك "أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً".
#لعلقكم_تفقهون