السبت 10 مايو 2025 05:39 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

صحف عالمية

|صحيفة The Times البريطانية| من داخل شقة بوتين.. كيف يعكس الديكور حياته السياسية وأسلوب حكمه

بوتين
بوتين

في مقال نُشر مؤخرًا بموقع صحيفة The Times، تناول الكاتب الأمريكي تيموثي سنايدر شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من زاوية غير تقليدية، حيث حلل تصميم والديكور الداخلي لشقة بوتين في العاصمة الروسية موسكو، باعتبارها مرآة عاكسة لحياته السياسية وفلسفته في الحكم.

يشير سنايدر إلى أن شقة بوتين ليست مجرد مكان للسكن، بل هي رمز لأسلوب حياته وتوجهاته السياسية، وهو ما ينطبق على العديد من القادة السياسيين في العالم، خصوصًا الذين يحاولون عبر تصميم مقر إقامتهم أن يعكسوا صورة معينة عن أنفسهم أمام الشعب والعالم.

ويصف الكاتب الشقة بأنها "مزيج بين الأثاث الملكي القديم، والديكور الحديث الذي لا يتماشى مع الواقع الروسي"، مشيرًا إلى استخدام كميات كبيرة من الخشب النادر، والسجاد الفارسي، والتحف التاريخية، بالإضافة إلى غرف ضخمة تخلو من أي لمسة شخصية أو ذكريات عائلية. ووفقاً لصور متداولة، فإن التصميم العام للشقة يعطي انطباعًا بالبرود والانفصال، وليس هناك شيء يشير إلى الحياة العائلية الطبيعية.

يقول سنايدر إن هذا الانفصال هو جوهر حكم بوتين، فهو زعيم لم يُظهر حياته الشخصية إلا بشكل محدود، وتم تصويره دائمًا في مواقع القوة مثل الصالات الرياضية أو أثناء ركوب الخيل، بينما تظل حياته الخاصة مغلقة حتى أمام معظم مستشاريه.

ويضيف الكاتب أن الديكور الثقيل والفاخر يعبر عن رؤية بوتين لنفسه كوريث للإمبراطورية القيصرية، وأنه ليس مجرد رئيس منتخب، بل حامي التاريخ الروسي وممثل الإرادة الجماعية للأمة. ويرى أن استخدام الرموز التاريخية في الديكور، مثل الأعمدة اليونانية واللوحات الكلاسيكية، يعكس رغبة بوتين في إحياء مجدها التاريخي، حتى لو كان ذلك يتعارض مع واقع الدولة اليوم.

ويشير الكاتب أيضًا إلى أن وجود عدد كبير من الغرف الفارغة أو التي تُستخدم فقط لأغراض بروتوكولية، يدل على أن هذه الشقة ليست مكانًا للعيش، بل مركزًا للسلطة، تمامًا كما هو الكرملين نفسه. وهذا يتوافق مع طريقة حكم بوتين، التي تُركز على السيطرة والبروتوكولات بدلاً من التواصل الحقيقي مع المواطنين.

كما يستعرض المقال كيفية تمويل هذه الشقة، ووجود تقارير تشير إلى أنها تم تجهيزها من خلال شبكة من الشركات الوهمية والمصالح الاقتصادية المرتبطة بالدائرة الضيقة حول بوتين. ويعتبر سنايدر أن هذا الترف يتناقض بشكل صارخ مع مستوى المعيشة لدى غالبية الشعب الروسي، خاصة في ظل العقوبات الدولية وارتفاع معدلات الفقر في بعض المناطق.

ويختتم الكاتب مقاله بتساؤل عمّا إذا كانت هذه الصورة الفاخرة لشقة بوتين ستستمر في المستقبل، أم أن الواقع الاقتصادي والسياسي قد يدفع نحو إعادة النظر في هذا الانفصال بين الحاكم والمحكوم. ويشير إلى أن استمرار هذا الانفصال يمكن أن يكون أحد أسباب تزايد الاستياء الداخلي، خصوصًا بين الشباب الذين لم تعد لديهم القدرة على تحمل تكلفة الحياة تحت ظل نظام اقتصادي وسياسي يخدم نخبة صغيرة.

---

### الخلاصة:

مقال The Times يسلط الضوء على العلاقة بين حياة الزعماء الخاصة وحكمهم السياسي، ويقدم قراءة رمزية لشقة بوتين كمدخل لفهم شخصيته وسياساته. فالشقة ليست مجرد مسكن، بل هي تعبير معماري عن فلسفة حكمه، وعن الانفصال بين السلطة والشعب، والتوق إلى مجدها التاريخي رغم واقع الحال الحالي.

بوتين الصحف البريطانية