جمال المتولى جمعة يكتب : أخطر جاسوس زرعته اسرائيل فى سوريا

الجاسوس الاسرائيلى ايلى كوهين المولود بالإسكندرية فى 26/12/1924 ,هاجرت عائلته الى اسرائيل ولحق بها عام 1955 وعاد الى مصر وانضم الى منظمة الشباب اليهودى الصهيونى ليباشر دورة فى مساعدة اليهود على الهجرة الى فلسطين واعتقلته المخابرات المصرية أبان العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وبعد الافراج عنه سافر الى اسر ائيل عام 1957 وعمل مترجما فى وزارة الدفاع الإسرائيلية وتزوج من يهودية من أصل مغربى عام 1959 ورأى فيه الموساد مشروع جاسوس جيد فتم اعداده لزرعه فى سوريا .ورتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقة مفادها انه سورى واسمه ( كامل امين ثابت ) وانه رجل اعمال هاجر الى الارجنيتين واستقر هناك واكتسب وضعا متميزا لدى الجالية العربية هناك باعتباره قوميا سوريا شديد الحماس لوطنه واصبح شخصية مرموقة فى كل ندوات العرب واحتفالاتهم وسهل له ذلك اقامة صدقات وطيده مع الدبلوماسيين السوريين وبالذات مع الملحق العسكرى بالسفارة السورية العقيد امين الحافظ كما راح يدرس كل اخبار سوريا ويحفظ اسماء رجالها السياسيين والبارزين فى عالم الاقتصاد والتجارة مع تعلمه اصول الايات القرأنية وتعاليم الدين الاسلامى .
كان يقيم المأدب الفاخرة التى اعتاد كامل أمين ثابت اقامتها فى كل مناسبة ليكون الدبلوماسيون السوريون على رأس الضيوف , لم يكن يخفى حنينه الى الوطن الحبيب ورغبته فى زيارة دمشق ولما عاد أمين الحافظ الى سورية وأستلم رئاسة الجمهورية وصل (كامل امين ثابت ) الى سوريا فى يناير 1962 فاستقبله الرئيس السورى امام كبار الضباط بصفته رجل اعمال ولديه اموال ضخمة يريد استثمارها فى بلده .وبدأ كبار الضباط يتقربون منه ويقيم لهم المأدب الفاخرة والحفلات الصاخبة مع تبرعه باموال كثيرة لحزب البعث العربى الاشتراكى وتجمعت حوله السلطة , وكان مرشحا لمنصب وزير الدفاع السورى .
بعد أقل من شهرين كان الموساد يتلقى أول رسائلة التجسسية بعدما نجح فى اقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة مع ضباط الجيش والمسئولين الحربيين وكان يزورهم فى مواقعهم وفى سبتمبر عام 1962 صحبه احد اصدقائه فى جولة داخل التحصينات الدفاعية عبر مرتفعات الجولان وقد تمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة الة تصوير دقيقة مثبته فى ساعة اليد, ولكن سرعان ماوقع ايلى كوهين بعد ان اكتشفه رفعت الجمال (رأفت الهجان) الجاسوس المصرى الشهير بنفسه ,حيث شاهده فى سهرة عائلية فى تل ابيب وقدموه له بصفته رجل اعمال اسرائيلى مقيم فى امريكا ويغدق على اسرائيل بالتبرعات المالية .
فى اكتوبر عام 1964 كان رفعت الجمال فى رحلة عمل فى روما للاتفاق على الافواج السياحية وقعت عيناه على صورة ايلى كوهين فى صحيفه لبنانية فقرأ اسفل الصورة (الفريق على عامر بصحبة القادة العسكريين والعضو القيادى بحزب البعث (كامل امين ثابت) وكان كامل هو (ايلى كوهين) الذى سهر معه فى اسرائيل فحصلت على نسخة من الصحيفة اللبنانية من الفندق واتصلت بمحمد نسيم رجل المهام الصعبة فى المخابرات المصرية وابلغته بالمعلومة الهامة وبعد تأكد رجال المخابرات المصرية من المعلومة وفى مكتب صلاح نصر مدير المخابرات المصرية تجمعت الحقائق وقابل مدير المخابرات المصرية الرئيس جمال عبدالناصر وعرض عليه الآمر , ثم طار فى نفس الليله بطائرة خاصة الى دمشق حاملا معه ملفا ضخما عن الجاسوس الاسرائيلى (ايلى كوهين ) الى الرئيس السورى أمين حافظ وبعد ان اكتشف أمره اعدم فى 18/5/1965 بعد ثلاث سنوات قضاها فى نقل اهم المعلومات العسكرية والسياسية من سوريا الى إسرائيل.

#جمال المتولى جمعة
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا