وجيه الصقار يكتب : كليات التربية المستقبل الضائع !


نلاحظ فى مرحلة تنسيق الجامعات أن 90% من كليات التربية فى مصر خارج اهتمام الطلاب حتى مجموع 68% ما يعنى أنها كلية بلا مستقبل، لأن الخريجين من 25 سنة لم يتم تعيينهم، لذلك يجعلها طلاب المرحلة الثالثة "كمالة عدد" مع الاضطرار لكتابتها، لأن التعليم ليس من أولويات الدولة، رحم الله أيام كانت كليات التربية تنافس الطب فى المجموع مع التعيين الفورى، فالدولة كانت لها أهداف للنهضةلم تعد موجودة الآن، لأن خريج التربية ليس له عمل سوى التدريس، ولكن الدولة تقف له بالمرصاد والعناد، فإن دراسته تذهب هباء، ومات التعليم المصرى بفعل فاعل، ليأتى فنكوش البكالوريا لإجهاض آخر أمل فى نهوض مصر، وأصبحت كلية التربية تهمة وذنبا لم يقترفه، والبعد عنها أصبح غنيمة، لنشهد أسوأ مرحلة فى تاريخ هذه الكليات، فإن خريجى التربية يتعرضون للإهمال والاحتقار وصنوف الذل، بما لا يليق بوظيفة مربى معلم له دوره فى تربية الأجيال، وأصبحت هذه الطاقة الغنية مهدرة فى بلدنا وبلا مستقبل، مع وجود 35 كلية تربية، خريجوها بلا هوية، ينتظرون رأى الجهلاء فى تعيينهم. وأصبحت مسابقات التعيين أقرب إلى المهزلة، جعلوا أشرف مهنة عارا على صاحبها. لا يجد تقديرا له بل احتقارا من الدولة.. استغلته بالسخرة من التطوع المجانى أو العمل الشيطانى بالحصة، ليعيش ضائعا فى وطنه غير آمن على يومه وغده ، لا يكفى ما يتقاضاه فى أساسيات المعيشة، فالخريح فى أى كلية أخرى يمكن أن يتاح له العمل فى أكثر من مجال، أما خريجو كليات التربية فلا مكان لهم أو عمل آخر. أشارت البيانات إلى أن هناك مليون خريج تربية بلا عمل، فى الوقت الذى تحتاج المدارس أكثر من نصفهم، مايسئ لدولتنا إساءة بالغة بأن التعليم آخر اهتمامها، فالدولة التى لا تعرف قيمة معلم لن تعرف المستقبل أبدا. وتنتظر الفناء حتما، وتعيش فى ظلمات التخلف، هى مأساة حقيقية لشباب أصبح مستقبله فى حكم الضائع، لذلك ظهر اتجاه لإغلاق كليات التربية، وضاع مئات الآلاف من الخريجين الذين رافقهم اليأس لسنين، وليفقدوا الثقة فى وطنهم، واتجهوا لأعمال لا تليق بقيمتهم العلمية والتربوية..هل تستيقظ حكومتنا غير الرشيدة ؟!