توجيهات رئاسية بمتابعة ”دقيقة” لافتتاح المتحف المصري الكبير وتطوير المنطقة المحيطة

اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، مع كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، لمتابعة مستجدات الأعمال والترتيبات النهائية المتعلقة بالافتتاح الرسمي لـالمتحف المصري الكبير (GEM)، والمقرر في الأول من نوفمبر المقبل. وفي سياق الاجتماع، شدد الرئيس على ضرورة المتابعة الميدانية واللوجستية الدقيقة لكافة التفاصيل لضمان أن يكون الافتتاح على أعلى مستوى، يليق بمكانة المتحف كأكبر صرح ثقافي وأثري في العالم.

التركيز على التفاصيل لحدث عالمي

الاجتماع الذي عُقد لمتابعة مجمل التفاصيل التنفيذية واللوجستية الخاصة بفعاليات الافتتاح، عكس اهتمام القيادة السياسية بإخراج الحدث بصورة تتناسب مع عظمة المشروع الحضاري. ووفقًا لتصريحات السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فإن الرئيس أكد على أن كل خطوة يجب أن تكون محسوبة لضمان أن يكون افتتاح المتحف بمثابة إعلان ثقافي عالمي.

يُعد المتحف المصري الكبير، الذي أُنشئ بالتعاون بين مصر واليابان على مساحة شاسعة، أيقونة معمارية وحضارية من المتوقع أن يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة. ويُعول على هذا الصرح لاستقبال ما يقرب من 5 ملايين زائر سنوياً، ما يمثل نقلة نوعية في خارطة السياحة الثقافية المصرية.

تطوير الهوية البصرية للمنطقة المحيطة

لم يقتصر التوجيه الرئاسي على تفاصيل الافتتاح فحسب، بل امتد ليشمل متابعة وتكثيف جهود تطوير الصورة البصرية للمنطقة المحيطة بالمتحف. أكد الرئيس السيسي على أهمية استمرار العمل في هذا المحور ليصبح محيط المتحف واجهة حضارية متكاملة تعكس عراقة الحضارة المصرية وتتوافق مع المعايير الدولية.

وقد كشفت جولات ميدانية سابقة لرئيس الوزراء عن نطاق واسع لأعمال التطوير التي تتم بالتعاون مع مكاتب استشارية متخصصة. وتشمل هذه الأعمال تحسين شامل في البنية التحتية، وتنفيذ مشروعات لتجميل المنطقة وإزالة التشوهات البصرية، مثل توحيد ألوان واجهات العقارات المطلة على الطرق الرئيسية المؤدية للمتحف. كما تضمنت الأعمال تطوير شامل لشبكة الطرق والمحاور المرورية المحيطة، بما في ذلك طريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوي، وميدان الرماية، والطريق الدائري، لضمان سهولة الوصول إلى المتحف وربطه بشبكة طرق متكاملة.

استراتيجية مستدامة للسياحة والاستثمار

وخلال الاجتماع، تناول الرئيس السيسي أيضًا الجهود المبذولة لدفع الاستثمار السياحي، مؤكداً على الدور المحوري الذي يجب أن يضطلع به القطاع الخاص لزيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية ورفع العوائد الدولارية من القطاع.

كما شدد الرئيس على أهمية تطبيق مبادئ التنمية المستدامة في إدارة المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي، وبحث آليات التعاون مع منظمة اليونسكو لوضع رؤية مستقبلية متكاملة للحفاظ على هذه المواقع. وتأتي هذه التوجيهات ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تعزيز موقع مصر على الخريطة السياحية العالمية، وتحويل منطقة الأهرامات والمتحف الكبير إلى وجهة سياحية وثقافية متكاملة ومستدامة تجذب أكثر من 30 مليون سائح عالميًا في السنوات القادمة.

ما هي التوقعات بشأن الأثر الاقتصادي والثقافي لاكتمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف في مصر؟