الخميس 13 نوفمبر 2025 03:28 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

انقطاع الاتصال بأسيرين إسرائيليين في غزة.. القسام تُحذّر من خطر على حياتهما وتُطالب بوقف القصف

غزة
غزة

أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الأحد 28 سبتمبر 2025، عن تطور خطير ومقلق يتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين لديها. ويتمثل هذا التطور في انقطاع الاتصال باثنين من المحتجزين في مدينة غزة، شمالي القطاع المدمر. وقد جاء هذا الإعلان ليضع المزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية ويثير قلق عائلات المحتجزين في وقت تتصاعد فيه الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى صفقة تبادل

تدهور الوضع في شمال القطاع

حددت الكتائب الأسيرين اللذين انقطع الاتصال بهما وهما عمري ميران ومتان إنغريست. وعزت القسام انقطاع التواصل إلى ما وصفته بـ"العمليات العسكرية الهمجية والاستهدافات العنيفة" التي تشنها القوات الإسرائيلية في حيّي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة. وتُعد هذه المناطق من النقاط الساخنة التي شهدت اشتباكات عنيفة وقصفاً جوياً متواصلاً، مما يؤكد المخاطر الكبيرة المترتبة على استمرار الخيار العسكري على حياة الأسرى.

في بيانها الذي نشرته عبر وسائل إعلامها الرسمية، شددت كتائب القسام على أن "حياة المحتجزين في خطر داهم"، وحمّلت المسؤولية الكاملة عن مصيرهم إلى القوات الإسرائيلية. ويُعتبر هذا البيان بمثابة إدانة مباشرة لإسرائيل باستخدامها القوة المفرطة في مناطق يُعتقد أن المحتجزين متواجدون فيها، وهو ما يُلقي بظلال كثيفة من الشك والغموض على إمكانية إعادتهم سالمين.

المطالب العاجلة والضغوط التفاوضية

في ضوء هذا التهديد، وجهت كتائب القسام مطلبين عاجلين إلى الجانب الإسرائيلي، يمثلان شرطاً أولياً لتمكينها من تقييم الوضع وتأمين المحتجزين. أولاً، طالبت القوات الإسرائيلية بـ"التراجع الفوري إلى جنوب شارع 8 في مدينة غزة"، في إشارة إلى ضرورة فك الاشتباك والانسحاب من المواقع المتقدمة شمالي القطاع. وثانياً، دعت إلى وقف مؤقت للطلعات الجوية والقصف لمدة 24 ساعة في المنطقة المحددة، وذلك لإبعاد الرهائن عن الخطر المباشر للسلاح الجوي.

يأتي هذا التطور في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتصاعد جهود الوساطة المكثفة التي أشار إليها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تصريحاته الأخيرة عن وجود "فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة" في الشرق الأوسط، مرتبطة بإنهاء الحرب في غزة عبر "خطة سلام" قدمتها إدارته. ويُعتقد أن إعلان حماس يمثل تكتيكاً تفاوضياً يهدف إلى زيادة الضغط على القيادة الإسرائيلية للدفع نحو صفقة شاملة، مع تذكيرهم بأن استمرار العمليات العسكرية يهدد بانهيار كامل لملف الأسرى، وهو الملف الأكثر حساسية وتأثيراً على الرأي العام الإسرائيلي.

لطالما كانت قضية المحتجزين هي الورقة الأقوى في يد الفصائل الفلسطينية، حيث تسعى لاستخدامها كورقة ضغط قصوى لإجبار إسرائيل على القبول بشروطها، وعلى رأسها وقف شامل لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من القطاع، والإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين. ويمثل انقطاع الاتصال بهذين الأسيرين نقطة تحول مقلقة تزيد من تعقيد الوضع الميداني والإنساني في غزة، وتضع الكرة في ملعب القيادة الإسرائيلية للمفاضلة بين الاستمرار في أهدافها العسكرية المعلنة أو القبول بوقف النار المؤقت لحماية حياة المحتجزين.

حماس غزة اسرائيل محتجازين الجارديان المصرية الجارديان المصرية