الخميس 25 أبريل 2024 04:10 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتورة رويدا جابر تكتب : بأى ذنب قتلت !

الدكتورة رويدا جابر
الدكتورة رويدا جابر

اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي بحادثة الفتاة التي تعرضت للسرقة والقتل علي يدي اثنين من اللصوص. مريم هذه الفتاة العشرينية فقدت حياتها نتيجة فعل همجي. هذه التي تعمل بإحدى البنوك كانت تستعد لزفافها، فإذا بيد الغدر تغتال فرحتها وتنزع الروح من صدرها. لابد من المحاكمة العادلة لهؤلاء الأوغاد حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
قتلت مريم حين حاولت الدفاع عن نفسها والتمسك بحقيبتها التي تحتوي على أوراقها الخاصة وكذا أيضا أدواتها. فعليا قتلت مريم على أيدي اثنين من اللصوص ولكن في حقيقة الأمر هناك عوامل أخرى تسببت في قتل مريم.
مريم قتلتها ثقافة رجعية دائما ما تنظر للمرأة باعتبارها مخلوق ضعيف يمكن إرهابه وترويع أمنه. حين تشبثت مريم بحقيبتها قام اللصوص بسحبها بعنف حتى سقطت مريم تحت عجلات السيارة مما تسبب في فقدانها حياتها. ما حدث مع مريم يحدث كثيرا لنساء أخريات وكأنهن كالأ مباحا. في اعترافاتهم أمام النيابة أقرا القاتلين على أن هدفهم الأول كان سرقة الحقيبة الخاصة بمريم كما أقرا على أنهما اعتاد سرقة حقائب اليد الخاصة بالنساء. وكأنهم يدركون جيدا أن المرأة لن تقوى على المواجهة وستؤثر السلامة بترك حقيبتها كي تنجو بحياتها. أيضا خرجت بعض الأصوات التي تلقي باللوم على مريم لأنها تمسكت بحقيبتها بشدة . فهناك البعض الذي يرى أنه كان من الأفضل لمريم أن تترك حقيبتها للنجاة بنفسها. كيف هذا! يبدو هذا وكأن المجتمع يقدم المبرر لهؤلاء لقتلة وأمثالهم لأفعالهم الشنيعة هذه. ليس هذا فحسب.
على الرغم من أن عمل المرأة أصبح أمرا بديهيا ومألوفا إلا أننا نجد من يهاجم فكرة عمل المرأة متذرعا بمثل هذه الحادثة كي يؤكد على أن بقاء المرأة في المنزل هو أفضل طرق السلامة والحفاظ على حياتها. مثل هذا التفكير الشاذ يسيطر على عقول البعض ممن يقفون حجر عثرة أمام النساء وخاصة الطموحات منهن واللائي يرغبن في إثبات ذاتهن خارج أسوار المنزل.
قد يبرر البعض أيضا هذه الحادثة ويلق باللوم فيها على الفقر الذي هو رأس الآثام وأس الشرور. ولكن هذا ليس مبررا لترويع الآمنين وتخويفهم بل وقتلهم إذا حاولوا الدفاع عن أنفسهم. ليس هذا مبررا فلو حاولا هؤلاء القتلة البحث عن عمل يدر لهم دخلا حلالا لوجدوا. ولكنهم استسلموا لغواية الشيطان وها هو مصيرهم خلف الأسوار.
الأمر جد خطير ويحتاج إلى محاكمة عادلة وناجزة تقتص لهذه الفتاة التي فقدت حياتها ليس لإثم اقترفته ولكن لمحاولتها الحفاظ على حقيبتها. فاللهم رحمة واسعة نرجو لمريم وعذابا مبينا لهؤلاء القتلة المجرمين.