الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : ابتدي المشوار !!
الجارديان المصريةاسمحوا لي أن أخالف الرأي العام الذي يقيس مواجهة المنتخب الوطني مع منتخب الكونغو الديمقراطية في دور ١٦ لبطولة أمم أفريقيا المقامة في كوت ديفوار ، مع مستوي الفريق في دور المجموعات والتي ظهر فيها الفريق بمستوي لا يتناسب واسمه وإمكانياته وإمكانيات لاعبوه ، لاسيما محمد صلاح وزملائه المحترفين .
حيث أري أن بداية الفريق الحقيقية ستكون مع إنطلاق مباراة الكونغو ، لاسيما بعد أن أحس الفريق بخطورة الوضع السابق ، وبعد أن تأكد له أن موازين القوي في أفريقيا قد تغيرت عن ذي قبل ، وأن إعتماد الفريق علي إسمه وتاريخه وفقط ، جعله يفرط في الإستعداد الأمثل لفرق أقل منه خبرة ، ولو أن المدرب شاهد مباريات لفرق موزمبيق والرأس الأخضر علي أقل تقدير ما كان هذا حاله ، لكن المدرب وزن الأمر بالكيل الاسمي ، وليس بالمستوي الحالي .
لذا اود أن ألفت نظر السيد روى فيتوريا المدير الفني إلي ضرورة مراجعة شريط مباراة الكونغو مع المغرب للوقوف علي نقاط الضعف والقوة في الفريق ، وان يصغي السمع لمحللي الأداء لتشريح طريقة لعب الفريق وإمكانات لاعبوه وطبيعة عقلية المدير الفني ديسابر ، ولاسيما أنه علي علم تام بمستوى الكرة في أفريقيا ، قياساً بمستوي فيتوريا الذي يتفوق أوروبيا ، حيث قام ديسابر بتدريب عدة أندية أفريقية مثل : نادي أسيك أبيدجان٢٠١٣/٢٠١٢ ، والقطن الكاميروني ٢٠١٤/٢٠١٣، والترجي الرياضي التونسي عام ٢٠١٤ وعام ٢٠١٥ ، وشبيبة الساورة ٢٠١٧/٢٠١٦ ، والوداد الرياضي٢٠١٧ وأوغندا ٢٠١٩ ، فضلا عن الأندية المصرية ذاتها ، حيث درب النادي الإسماعيلي ٢٠١٩/٢٠١٧، ونادي بيراميدز ٢٠٢٠.
. ورغم خبرته الطويلة في أفريقيا ، إلا أن الفريق الكونغولي يؤدي معه بشكل غير رائع علي مستوي التكتيك وجماعية الأداء ، حيث ظهر معتمدا علي إمكانيات لاعبوه الفردية ، وأنه لو اجتمع للفريق بجانب مهارات لاعبيه خطة وطريقة عصرية تطوع إمكانات اللاعبين لمصلحة الفريق ، لكان لهذا الفريق شأن آخر ، الأمر الذي يحتم علي روي فيتوريا وضع خطة واضحة لمجابهة إمكانات اللاعبون الفردية والتي تتميز بالسرعة المذهلة ، حيث يتطلب الأمر عدم تقدم ظهيري الجنب لتفادي سرعة المنافسين . بجانب ضرورة مساندة لاعبو الوسط لهما نظراً لقيام المهاجمين الكونغوليين بالضغط علي الأطراف بأكثر من لاعب ، واستخدام المهارات والسرعة في إرباكهم والمرور منهم أو استفزازهم لارتكاب أخطاء قريبة من منطقة الجزاء .
كما أود أن ألفت نظر السيد المدير الفني إلي أن فريق الكونغو رغم إمكانات المذهلة للاعبوه ، من السهل جداً استغلال النزعة الهجومية للمدافعين والرغبة الجامحة لهم بالتقدم واستظهار مهاراتهم ، لاسيما وأن معظم لاعبو الفريق يلعبون في فرق خارجية عظمي . حيث تشير قائمة المنتخب احتراف حراس المرمى: ليونيل مباسي نزاو في نادي (روديز الفرنسي)، وديمتري بيرتو في نادي (مونبلييه)، و يلعب باجيو سيادي في نادي ( مازيمبي الكونغولي) ،
والمدافعون: جيديون كالولو في نادي (لوريان الفرنسي)، وبريان بايي في نادي (أسكولي الإيطالي) وتشانسل مبيمبا في نادي (أولمبيك مرسيليا) وروكي بوشيري في نادي (هيبرنيان الأسكتلندي) وهينوك إينونغا في نادي (سيمبا التنزاني) وديلان باتوبينسيكا في (سانت إتيان الفرنسي)، وجوريس كاييمبي في نادي (جينك البلجيكي) و آرثر ماسواكو في نادي (بشكتاش التركي).
و لاعبو الوسط: صامويل موتوسامي في نادي (نانت الفرنسي) وإيدو كايمبي في نادي (واتفورد الإنجليزي) وآرون تشيبولا في نادي (حتا الإماراتي) وتشارلز بيكل في نادي (كريمونيسي الإيطالي) و جايل كاكوتا في نادي (أميان الفرنسي) وغرادي ديانغانا في نادي (وست بروميتش الإنجليزي) وسيلاس مفومبا في نادي (شتوتجارت الألماني) و ميشاك إيليا في نادي (يونغ بويز السويسري) وثيو بوغوندا في نادي (سبارتاك موسكو الروسي).
والمهاجمون: سيدريك باكامبو في نادي (جلطة سراي التركي) وفيستون مايلي في نادي (بيراميدز المصري) و يوان ويسا في نادي (برينتفورد الإنجليزي) وسيمون بانزا في نادي (سبورتينج براجا البرتغالي).
الأمر الذي يعظم من دور عمر مرموش وتريزيجيه في استغلال تقدم المدافعين ، إذا ما أتقن الربط الجيد بين زيزو وحمدي فتحي ومروان عطية المؤهلين لشغل لاعبي الوسط المصري ، في لعب الكرة المرتدة خلف المدافعين المتقدمين واللاهثين للتسجيل . مستغلين سرعتهما وقوتهما.
كما تجدر الإشارة إلي ضرورة البناء من الخلف والسيطرة علي الكرة للضغط عليهم نفسياً ، لاسيما أنهم يستفزون من ذلك ، ويجعلهم يفقدون صبرهم ، فيتأثر تركيزهم ويتذبذ أدائهم.
وأعتقد أن الجهاز الإداري للمنتخب أعد لفيتوريا قائمة بالمواجهات الثنائية لفريقنا مع المنتخب الكونغولي ، ليعرف الفارق الكبير بيننا وبينهم ، حيث يشير تاريخ الموجهات إلي تفوق واضح لمنتخبنا الوطني، حيث لعب المنتخبان ٨ مباريات رسمية بالإضافة لـ ٣ مباريات ودية قبل موقعة الأحد المنتظرة ، حقق منتخب مصر الفوز في ٧ مباريات مقابل فوز وحيد للكونغو بينما تعادل الثنائي ٣ مرات . وسجل لاعبو منتخب مصر ٢٢ هدفا مقابل ١٠ أهداف للكونغو .
هذا وقد تقابل الثنائي في بطولة كأس الأمم الإفريقية ٤ مرات من قبل في نسخ ١٩٧٠ و١٩٧٤ و ٢٠٠٦ و ٢٠١٩ وفاز منتخب مصر في ٣ مباريات مقابل فوز وحيد للكونغو.
وجاء فوز الكونغو الوحيد بجميع المواجهات عندما خسر الفراعنة بنتيجة ٢ - ٣ في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية ١٩٧٤ بالقاهرة .
ويعد فوز منتخبنا في ربع نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية ٢٠٠٦ بالقاهرة بنتيجة ١/٤ هو الفوز الأهم .
وفي تصفيات كأس العالم التقي الثنائي مرتين بتصفيات مونديال ٢٠١٤ وفاز فريقنا في المباراتين بنتيحة ٢/ ١ و وهدف مقابل لاشيء .
كما التقي الثنائي في تصفيات بطولة كأس الأمم الإفريقية ١٩٩٠ مرتين وفاز منتخب مصر في القاهرة بنتيجة ٠/٢ بينما حسم التعادل السلبي المباراة التي أقيمت بالكونغو.
وبشأن المباريات الودية التقي المنتخبان ٣ مرات انتهت المباراتين بالتعادل ٢ - ٢ و ٠/ ٠ بينما فاز منتخب مصر بالمباراة الثالثة بنتيجة ٦- ٣ وهي أكبر نتيجة في مباريات مصر والكونغو.
وليس معني ذلك أن الفريق هين ويسهل الفوز عليه ، بل هو من الفرق العريقة في البطولة حيث سبق له الفوز بها مرتان أعوام ١٩٦٨ تحت إسم كونغو كينشاسا وعام ١٩٧٤ تحت إسم زائير.
تجدر الإشارة إلا أن الوضعية الحالية تشير التي تشابه الفريقان فيما مضي من المشوار البطولة .حيث تعادل منتخب مصر في مبارياته الثلاث مع موزمبيق وغانا والرأس الأخضر بنتيجة واحدة ٢/٢ مسجلا ستة أهداف ، ودخل مرماه مثلهم ، في حين تعادل الفهود مع زامبيا ١/١ ومع المغرب ١/١ ومع تنزانيا ٠/٠ بما يوضح تفوق خط هجومنا علي مثيله الكونغولي ، في حين تفوق خط الظهر الكنغولي علي مثيله المصري . الأمر الذي يعظم من الدور المأمول لخط الهجوم المصري في المواجهة الشرسة والمصيرية .
كما تجدر الإشارة إلى بيان شيء في منتهي الأهمية ، وهو : أن الفريق المصري أمامه فرصة ذهبية للوصل إلي ربع النهائي ، حيث أوقعته القرعة في مواجهة الفائز من غينيا ، وغينيا الاستوائية حال تخطيه موقعة الكونغو ، والثلاثة لعمري من السهولة بمكان تخطيهم إذا وضعت لهم الخطة المناسبة ، واستمد اللاعبون الثقة من إمكانياتهم وتاريخيهم ، والحاجة الماسة لهذا الجيل لبطولة بحجم أمم أفريقيا. وهذا لعمري من الأهمية بمكان بيانه لهم من قبل المدرب ، والذي يرجي منه تصدير الحالة الإيجابية لهم ، وظهوره علي الخط بتركيز أكثر وثبات أوضح .
وأعتقد أن التشكيل الأنسب للمواجهة ، محمد ابو جبل ، محمد هاني ، ومحمد عبد المنعم ، وحجازي ، محمد حمدي ، ومروان عطية ، وزيزو ، وحمدي فتحي ، وعمر مرموش ، ومصطفي محمد ، ومحمود حسن تريزيجيه . والفرصة سانحة لاستغلال مهارات مصطفى فتحي في الكرات المرتدة إذا ما دعت الحاجة إلى إشراكه .
مع خالص الأمنيات لفريقنا في تخطي هذا الدور لاكتساب الثقة الدافعة لاجتياز الأدوار المتتابعة حتي منصة التتويج .