الموسيقي و الأديب السكندري محمد سلطان يكتب : قصة قصيرة بعنوان ( الست لواحظ .. و اللعبة الخطرة ) ...
- و النبي يام اعتماد انتي باين عليكي حد عامل لك عمل .
- ما تقوليش كده يا ست لواحظ .. الشر برة و بعيد .. دي حاجة بتاعة ربنا .
- و نعم بالله يا اختي .. لكن الحاجات دي موجودة و كل الناس عارفاها ...
و رغم أن الست لواحظ كانت خاوية الوفاض من أية شهادات ، إلا أنها كانت حريصة على أن تبدو مثقفة ، وسط ذلك المجتمع النسائي ، الذي يضم أمثال ( أم اعتماد ) ...
و الست لواحظ لم تكن تملك من حطام الدنيا ، سوى بضع قراريط بإحدى القرى ، كانت تدر عليها دخلا يكفيها لتعيش حياة عادية تقريبا .. و من خلالها كانت تبدو متألقة و هى تحكي دوما - بمناسبة أحيانا و بغير مناسبة في معظم الأحيان - عن الأطيان المكتوبة بإسمها و كيف أنها تنحدر من سلالة عريقة .. و أن جدها كان فلان باشا و عمها علان بك .. حتى إسمها ذاته كانت تنسج حوله الروايات .. و كيف أنه إسم غير عادي و لا يتكرر كثيرا ..
و لواحظ - و الحق يقال - كانت تكتب و تقرأ .. و من خلال تلك ( القدرة الفائقة ) كانت تتمتع بوضع مميز بين معارفها من السيدات اللائي يحرصن على الإلتقاء بها .. كلما حانت الظروف ، كى يستمعن إلى حديثها المشوق ، الذي كانت تلقيه على مسامعهن .. رغم أنه كان في معظمه - إن لم يكن كله - يفتقر إلى الحقيقة .. فهو من نسج خيالها ليس إلا ...
و الحقيقة أن لواحظ كانت تعاني من الفراغ القاتل و الوحدة القاسية ، فهى تعيش بمفردها داخل شقتها الصغيرة ، بعد أن هجرها زوجها لفترة .. ثم طلقها بعد ذلك ، حيث أنها كانت عاقرا ... و قد حزنت لفترة من الزمن .. لكنها سرعان ما تأقلمت مع ذلك الوضع .. و كأنها ارتضت بما رسمه لها القدر ..
و بما أن الست لواحظ فاضية .. و الفاضي يعمل قاضي .. فقد حرصت على الإنغماس في مزاولة عدة مهن ، فشلت فيها جميعا .. حتى انتهت إلى الإدعاء بأنها ( بتشوف الأثر و بتفك الأعمال ) .. و هكذا استعدت لتلك المهمة الغريبة .. أو لنقل ( اللعبة الخطرة ) .. فأخذت في إعادة ترتيب شقتها المتواضعة .. فوضعت سريرا نحاسيا تغطيه ملاءة خضراء ، و ستارة على النافذة تحجب معظم الضوء .. و في ركن الغرفة مبخرة عتيقة ، لتضفي على الجو كثيرا من الغموض .. و لم تكتف بذلك .. بل إنها سعت لاقتناء بعض الكتب التي تتناول موضوعات السحر و الأعمال ..
و وفقا لكل ما تقدم ، كانت ( ام اعتماد ) .. هى أولى تجارب الست لواحظ ، في تلك اللعبة الخطرة .. حيث كانت الأولى غالبا ما تحكي لها ، عن سوء معاملة زوجها و خوفها من أن يتزوج بأخرى نكاية بها ... المهم أن الست لواحظ طلبت منها إحضار أى ( أثر ) لزوجها .. أخذت الأثر و راحت تردد بعض العبارات الغامضة غير المفهومة .. ثم همست أخيرا في أذن ام اعتماد : على فكرة .. فيه واحدة عاملة لك عمل و رابطاه ف ديل قرموط .. و القرموط كل اما يهز ديله ف المية ، جوزك يركبه ميت عفريت و يبقى مش طايق يشوف وشك ..
- شوف الولية القرشانة .. إلهي ماييجي عليها العيد و لا تعيد أبدا .. طب و العمل دلوقتي يا ست لواحظ .. ؟
- شوفي يا حبيبتي .. فيه شوية طلبات بسيطة ( المخاويين ) عاوزينهم ..
- قولي يا ست لواحظ
- تدوري على ديك مشمشي .. و أرنب بودن بيضا و ودن سودة .. و تجيبي فاسوخ و عين عفريت .. و ربع كيلو دهنة خنزير .
- و دول حاعمل بيهم إيه .. ؟
- تدبحي الديك بكرة وقت صلاة الضهر .. و الأرنب تطلقيه تحت السرير .. و تحطي الفاسوخ و عين العفريت ع النار و تبخري بيهم أودة النوم .
- طب و دهن الخنزير حاعمل بيه إيه .. ؟
- أول ما تسمعي صوت جوزك طالع ع السلم .. تدعكي عتبة باب الشقة بالدهنة ، عشان يخطي عليها .
- و بعدين يا ست لواحظ
- أما تعملي الحاجات دي بكرة ، تيجي لي بعد العصر و تحضري لي 500 جنيه .. دول مش ليا يا حبيبتي .. دول للمخاويين .. و ربنا يقدرني و اطلعلك العمل اللي حاطاهولك اللي ما تتسمى ف القرموط .
و انصرفت ام اعتماد .. و ليس في ذهنها إلا تنفيذ أوامر الست لواحظ ...
في عصر اليوم التالي .. جلست لواحظ تنتظر ام اعتماد - كما الإتفاق بينهما - لكنها لم تحضر ..حيث أن زوجها كان قد تأخر في العمل .. استبد القلق بلواحظ .. و على الفور ارتدت ملابسها و توجهت إلى منزل ام اعتماد لتتعرف على أسباب ذلك التأخير .. أحست ام اعتماد بوقع أقدام على السلم ، فظنت أن زوجها قد عاد من عمله .. فأسرعت على الفور و دهنت عتبة باب الشقة بدهن الخنزير ( كما هى التعليمات ) .. رن جرس الباب .. فتحت .. و لم تكد تفعل إلا و رأت الست لواحظ ممددة على الأرض ، بعد أن انزلقت قدماها في دهن الخنزير ، فوقعت بكامل ثقلها على السلم و الدم ينسال من فمها .. و تصرخ بصوت مبحوح .. تجمع على أثره سكان المنزل يتساءلون :
- الله .. إيه اللي حصل ؟
- ست لواحظ .. مالك .. !
- دي كانت معانا الصبح زى الفل
- دا أنا لسة شايفاها عند بتاع السمك ، كانت بتشتري قراميط .. !!
- إنتو حاتقفوا تتفرجوا ع الولية .. حد يطلب لنا الإسعاف ..
كل هذا و ام اعتماد في حالة ذهول و قد تسمرت قدماها في الأرض و كأن على رأسها الطير .
في تلك الأثناء .. يعود زوج ام اعتماد من عمله .. يسمع تلك الأصوات المتناثرة .. بسرعة يصعد السلم .. ليجد الست لواحظ ممددة على الأرض أما باب شقته .. و هنا يتقدم ليرفعها ببطء من على الأرض ... إلا أنها تفارق الحياة .. بين يديه .












قرار جديد من المحكمة في أولى جلسات محاكمة البلوجر أم مكة بتهمة...
نزاع على الأرض يتحول إلى اعتداء بالعصي.. الداخلية تضبط الأطراف بالشرقية
مصرع 4 أشخاص صعقا بالكهرباء في مزرعة بقنا
مصرع وإصابة 16 شخصا في حادث تصادم 3 سيارات بطريق الإسماعيلية الصحراوي
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025