السبت 12 يوليو 2025 02:46 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي الكبير حسين السمنودى يكتب : الإختباء فى حضن الندم

الكاتب الصحفي الكبير حسين السمنودى
الكاتب الصحفي الكبير حسين السمنودى

..الإختباء في حضن الندم..
هو تجسيد لمشاعر الألم التي يعيشها المواطنون في العالم العربي بسبب الأزمات المتلاحقة التي تحيط حياتهم من كل جانب ..
و في الوقت الذي يواجه فيه الناس في مناطق مختلفة فى الوطن العربي تحديات مختلفة، تظل معاناتهم تتشابك في شبكة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعمق الإحساس بالندم والمرار الذي إستقر فى حلوقهم وماعاد يفارق حياتهم لحظة واحدة .

وفي غزة، تعيش الحياة تحت وطأة حصار خانق وحروب متكررة، ومذابح ليل نهار .ودمار جعل من المستحيل الحياة على أرض كانت فى يوم من الٱيام واحة من الجمال والإبداع الرباني ..هذا ما أدي إلى تدهور الظروف المعيشية وانتشار الفقر والبطالة وأستحالة العيش بأي صورة من صور حياة البشر . ونظرا لما يحدث على أرض الواقع للعائلات الفلسطينية بلا إستثناء . وأما من بقي من تلك العائلات أحياء فإنها تعاني من نقص شديد في الموارد الأساسية مثل الغذاء والدواء، وإن صح القول يعانون من العيش عيشة ٱدمية بأي حال من الأحوال .وبينما يحاول الناس العاديون التكيف مع ظروف قاسية لا ترحم. يترك هذا الوضع أثرًا نفسيًا عميقًا، حيث يشعر الكثيرون بالندم على فقدان الأمل في تحقيق الاستقرار الذي طال إنتظاره يوما من بعد يوم .

وفي السودان، يعاني المواطنون من أزمات سياسية واقتصادية حادة بعد سنوات من النزاع والحكم الاستبدادي. والأزمات الاقتصادية وتفشي الفساد أدت إلى تفاقم الفقر وسوء الخدمات الأساسية. والثورة السودانية التي بدأت بآمال كبيرة في التغيير والعدالة قد واجهت تحديات كبيرة، مما أدى إلى تزايد مشاعر الندم على عدم تحقيق التقدم المنشود.هذا ماجعل السودان يدخل فى نفق مظلم نتيجة الحرب الأهلية بين الجيش والدعم السريع .

وفى لبنان، هو الآخر، يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وسيطرة حزب الله الشيعي على جنوب لبنان .والضربات المتتالية للجيش الصهيوني الذي حول الجنون من واحة للجمال إلى مستنقع من الدمار والخراب .وحيث تواجه البلاد انهيارًا ماليًا غير مسبوق وأزمات سياسية مزمنة. وعدم الاستقرار السياسي والفساد المستشري في المؤسسات يجعل حياة اللبنانيين صعبة ويعمق شعورهم بالندم على سنوات من الفشل في تحقيق الاستقرار والتنمية.والقادم أسوء وماينتظره أهل لبنان جميعا سيكون جحيما فى ظل بلدا عربية لايوجد بها رئيس واقتصادها يعاني إنهيارا جسيما.

وفى سوريا لا تزال تحت وطأة النزاع المستمر الذي دمر البلد وأدى إلى معاناة الملايين.وتهجيرهم إلى دول الجوار . والنزاع المستمر بسوريا وهو الذي أودى بحياة العديد من الأبرياء وأدى إلى تشريد الملايين من منازلهم يترك شعورًا عميقًا بالندم على فقدان الوطن والأمل في حياة أفضل. والصراع يعوق فرص إعادة الإعمار والتنمية ويجعل الحياة اليومية تحديًا صعبًا.وكل ذلك يصب فى مصلحة الكيان الصهيوني الذي لايريد لسوريا أن تقوم من رقدتها وتظل فى نومها العميق .

وفي ليبيا، يشهد المواطنون صراعًا مستمرًا بين الفصائل المسلحة، مما يعيق إعادة بناء الدولة بعد الثورة. وتظل ليبيا غارقة في الفوضى السياسية والأمنية، مما يجعل من الصعب تحقيق الاستقرار والتقدم. شعور الندم يتجلى في التمني على العودة إلى أيام أكثر أمانًا واستقرارًا.

وفى العراق، وبعد سنوات من النزاع والحرب، يواجه تحديات كبيرة في إعادة بناء مؤسساته وتحقيق الاستقرار. التوترات الطائفية والسياسية ووجود الجماعات المسلحة تعمق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مما يضيف إلى مشاعر الندم على الخسائر الكبيرة التي عانى منها العراقيون.

أما في اليمن، فالوضع يزداد سوءًا مع استمرار النزاع المستمر والحصار الذي أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين. المجاعة والأمراض تعصف بالبلاد، وسيطرة الحوثيين على مداخل البحر الأحمر وتعليق الملاحة الدولية مما أثر بالسلب على إيرادات مصر الإقتصادية من قناة السويس.. مما يجعل اليمنيين يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة من سيطرة تلك الفئة التابعة لإيران . هذا الوضع يعزز شعور الندم على الفشل في تحقيق السلام والأمن في بلد يعاني منذ سنوات.

وفي جميع هذه المناطق، تتشابك الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتعمق من مشاعر الندم والألم. والمشكلات التي يعاني منها المواطنون في العالم العربي لا تعكس فقط فشل الأنظمة والسياسات فى بعض تلك البلاد العربية ، بل تعكس أيضًا التحديات الكبيرة التي يواجهها الأفراد في سعيهم نحو حياة أفضل. والأمل في التغيير لا يزال موجودًا، ويعتمد على الإرادة الجماعية والجهود المستمرة لتحقيق الإصلاحات الضرورية لرفع مستوى المعيشة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.هذا مانتمناه ونرجوه .