طارق محمد حسين يكتب : قواتنا الجوية في عيدها.


الضربة الجوية الأولى للقوات الجوية المصرية التي اصابت العدو في مقتل ، وهزت اركانه وقياداته وتحصيناته في عمق سيناء ومراكز قياداته، كانت بداية لتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وانهيار خط بارليف المنيع واجتيازه في ست ساعات ، بعدها قامت القوات الجوية الإسرائيلية بمحاولات منع عبور قواتنا للقناة ، فتصدت لها قوات الدفاع الجوي الباسل وكبدتها خسائر فادحة بفضل حائط الصواريخ المنيع، فاصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره بعدم الاقتراب من قناة السويس ، وفى يوم الرابع عشر من أكتوبر قامت معركة المنصورة الجوية وهي معركة جوية وقعت ضمن معارك حرب أكتوبر ، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير القواعد الجوية الرئيسية بدلتا النيل في طنطا والمنصورة والصالحية فتصدت لها الطائرات المصرية. وكان هذا أكبر هجوم جوي تشنه إسرائيل ضمن سلسلة من الهجمات الجوية التي استهدفت المطارات المصرية بقوة قُدرت بحوالي ١٢٠ طائرة إسرائيلية وقد انتهت المعركة بفشل الطائرات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها من الهجوم وانسحابها، تُصنف معركة المنصورة الجوية ضمن أكبر المعارك الجوية من حيث عدد الطائرات المشاركة وأطولها من حيث الفترة الزمنية المُقدرة بنحو ٥٣ دقيقة، لاحقاً أصبح يوم ١٤ أكتوبر عيداً سنوياً، ان هذا الحدث هو جزء من أشرس وأطول معركة جوية في التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية، حيث حاول العدو الهجوم على القواعد الجوية بالدلتا لتدميرها للانتقام من خسائره الكبيرة في جبهة القناة عندما توجهت ١٢٠ طائرة مقاتلة إسرائيلية في ثلاث موجات لضرب المطارات المصرية بدلتا النيل في المنصورة وطنطا والصالحية ، فتصدت لها ٦٢ طائرة مقاتلة مصرية فقط ،ودارت بينهما اشتباكات متواصلة طوال53 دقيقة, كان لقاعدة المنصورة الجوية النصيب الأكبر، ورغم أن العدد في تلك المعركة يشير إلى التفوق الكاسح من حيث العدد والنوع لسلاح الجو الإسرائيلي ، إلا أنه تلقى درسا لن ينساه وانتهت المعركة بهزيمته وفرار طياريه بعد إسقاط عدد كبير من طائراته ، فقد هاجم العدو بثلاث موجات بمجموع ١٢٠ طائرة من طراز فانتوم وسكاي هوك، الموجة الأولي: تعمل على إغراء المقاتلات المصرية المدافعة وإبعادها عن الأهداف التي تقوم بحمايتها وبذلك تنصب لها فخا ،الموجة الثانية: تقوم فيها طائرات الهجوم الأرضي بضرب الدفاعات الجوية المصرية وضرب الرادارات ،الموجة الثالثة: وهى الموجة الأساسية والتي تقوم فيها المقاتلات القاذفة بضرب الأهداف التي هي أساس تلك الهجمة ، وكانت قيادة القوات الجوية المصرية قد تعلمت الكثير عن الأسلوب الإسرائيلي في الهجوم ، وذلك من خلال التجارب التي مرت بها في حرب الاستنزاف في أواخر الستينيات ، فتصدت لهم من أبطالنا ٦٢ طائرة من طراز ميج ٢١. أقلعت من مطارات مختلفة ، لم تبتلع الطعم ولم تشتبك مع الموجة الأولى ، لكنها انتظرت بصبر حتى وقعوا جميعهم في الفخ في معركة استمرت ثلاثة وخمسين دقيقة ، اعتمد فيها الطيارون المصريون على التناوب فكانوا يهبطون لتعبئة الطائرات بالوقود والذخيرة ، ثم يعودون إلى القتال حتى ظن العدو انهم يواجهون اكثر من مائه طائرة فانسحبوا جميعا من المعركة بعد ان تلقوا هزيمة فادحة وتدمير سبع عشرة طائرة إسرائيلية مقابل ست طائرات مصرية ، وهذه المعركة تدرس الآن في أكبر المعاهد العسكرية في العالم. وأصبح يوم ١٤ أكتوبر عيدا للقوات الجوية المصرية.