السبت 12 يوليو 2025 02:03 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير وجيه الصقار يكتب : من يتحمل مسئولية خراب مصر ؟!

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

حالة الخراب التى طالت الدولة والشعب المصرى لم يتخيلها أحد مع دولة تاريخها يؤكد توافر كل إمكانات التقدم من موارد طبيعية وصناعية وزراعية وطاقة بشرية كانت تفتح لها أبواب التصدير والتميز فى كل المجالات، أصبحت الآن تستورد كل شئ وتعتمد على المعونات والديون، بل آخر دول العالم فى التنمية والتعليم ، أثار ذلك العالم المصرى د أسامة حمدي بجامعة هارفارد.. واختصارا ،، أكد أنه لايمكن لمصر أن تكون دولة فقيرة.بها 145 منطقة أثرية هى ثلاثة أمثال أكثر دول العالم آثارًا، وأعرق حضارات العالم وأميزها، وتطل على 3200 كيلو متر من الشواطئ الدافئة على بحرين، تؤهلها الأولى فى العالم سياحيًا، وليس المركز 36 بعدد سياح لا يتجاوز 15 مليونا، أي أقل من زوار ڤيتنام، أو جزيرة ماكاو! ..صوّر أمريكي جزءًا من حفل زفافه عند الأهرام شاهده مليار شخص في العالم! وكتب هو وزوجته أن مصر أرض الأحلام، فالعالم يتوق إلى زيارتها .. كيف لا نترجم ذلك إلى ثروة؟! وهناك 106 ملايين مواطن، 60%؜ تحت سن الثلاثين، ,وهم طاقة بشرية وإنتاجية مذهلة، لم تستغل في الصناعة والتصدير مثلما فى فيتنام والفلبين، وكلتاهما نفس عدد السكان، وهما بلا موارد تذكر، فالأولى تصدر ما قيمته 371 مليار دولار سنويًا، والثانية 103 مليارات، في حين أننا نصدر بنحو 54 مليارا فقط، ومعظمها صادرات غير صناعية.. ومصر فى موقع جغرافي عبقري بين قارات ثلاث، ولم تفكر يومًا أن تصبح مركزًا للطيران العالمي وسياحة الترانزيت، وتترك المهمة لدبي وقطر وتركيا، ليكون عائد دبي الاقتصادي من الطيران عبرها 53 مليار دولار سنويًا!، وتوجد قناة السويس يمر بها نحو ثلث حاويات العالم، بينما لا تملك حتى الآن 1% من الحاويات التي تحمل علم بنما، التي تقدر بنحو 8000 سفينة حاويات، مع أن دخل قناتهم القصيرة من رسوم العبور 5 مليارات دولار سنويًا، 3%؜ من الدخل القومي، لأن معظم دخلها من التفريغ والشحن بأسطولها ضعف الأسطول التجارى الأمريكي! ..مصر بها إنتاج واحتياطي كبير من الغاز وتقطع الكهرباء على مواطنيها لعدم توافر الغاز لمحطات توليد الكهرباء! وعندها شمس ساطعة وهواء للطاقة البديلة يكفي نصف استخدامها أو أكثر،.وبها 14 بحيرة غنية بالأسماك والموارد المعدنية، . عندنا أخصب تربة زراعية ومناخ معتدل طوال السنة، ومع ذلك نستورد القمح والذرة والسكر والزيوت، وبها ثروة معدنية كبيرة، وجبال من الرخام الخام، ورمال هي الأنقى عالميًا في نسبة السيلكا، ولكنها تستورد أكثر مما تصدر، لماذا هذا الانهيار؟ ترتيبها 90 بين 133 دولة في المعرفة، لا تهتم بالتعليم، ولا توفر له الإمكانات أو الجودة العالية لأنه أساس التقدم، وفي المرتبة 24 بين 28 دولة فى التنمية البشرية. وانحدرت من المرتبة46 في معدل الفساد إلى 108 وهذا يصرف المستثمرين عنها.. أصبحت مصر فقيرة ومَدينة، وتكون أغنى دول العالم، وأسعدها، لواهتمت بالتعليم، ومحاربة الفساد، وعملت على الاستثمار الحقيقي في الإنسان والاستفادة من ثرواتها، وموقعها، وإمكاناتها البشرية الضخمة المهدرة.. مصر تحتاج الآن خطة قومية نشحذ فيها طاقات الشعب والموارد لتعويض ما فات، وتوجيه كل الإمكانات للنهوض بالتعليم أولا، لأنه أساس التقدم ..اللهم يسر ..