طارق محمد حسين يكتب : مصر جاءت ثم جاء التاريخ


لماذا نشعر بخيبة امل من انفراط عقد الوحدة العربية، لماذا تحمل مصر هموم المنطقة العربية وتدرك ما يخطط لها من مؤامرات، بينما البعض من حكامها لا يدركون ان النار باتت قريبة من ثيابهم، لماذا تحارب مصر وحدها ضد عصابات ومنظمات واجهزة مخابرات دول ، بينما يدير البعض الظهر لها وكأن الرغبة في الزعامة الزائفة أهم من التكاتف ضد ما يحاك ضد المنطقة العربية، لماذا تترك مصر وحدها ياعرب ، تذكروا ان الله تعالى تحدث عن بلاد العرب فقال " تلك القرى"... وتحدث عن مصر فقال " فأرسل في المدائن حاشرين" أي أنه عندما كان العرب يسكنون الخيم والعراء ويطلق على بلادهم قرى ، كانت مصر مدن عظيمه بكل ما تحمل كلمة مدينة من معنى في الرقي والتحضر والعلم والمعرفه ، والنظافة والقوة العسكرية والاقتصاد ،
عندما كان العرب قبائل يقطعون الطرق ويغير بعضهم على بعض، ويقتلون ويسلبون وينهبون بعضهم البعض ، ويعيشون حياة الغاب قال الله عن مصر "رب السجن أحب إلي مما يدعونني
إليه".. (لم و لن اتطرق الى ظلم يوسف عليه السلام.. ولكنى اعلق عن هيكل دولة) ،
كانت مصر دولة بمعنى الكلمة شرطة وقضاء وسجون عقابيه لمن يعتدي ولمن يظلم أو يقتل ،
نحن لسنا من العرب ، نحن اصل العرب أحفاد الملوك و الملكات عرفنا الإله الواحد من قبل إبراهيم عليه السلام ، نحن أول الموحدين ، أول من كتب بالقلم علي يد النبي إدريس ، نحن موجودون من عصر اول الرسل نوح ، فعندما رأي نوح عليه السلام صلاح وعزة ونعم مصر دعى لها وقال عنها: "أم البلاد وغوث العباد" ،
منا من رأي اليهودية هي دين الحق فاعتنقها مع رسالة موسى العظيم عليه السلام ، و منا من رأي المسيحية هي الدين الحق فاعتنقها عند زيارة الطاهرة المصطفاه مريم العذراء وابنها المسيح عليه السلام ، ومنا من رأي الإسلام هو الدين الحق فاعتنقه عند تحرير عمرو ابن العاص مصر من طغيان الرومان ، عشت و عاش وطنى و شعبنا و احفادنا مرابطين مناضلين مضحيين من اجل ارضها ، و جعل رايتها خفاقه أبيه فبتاريخها وعظمتها و شموخها هى مصــر ،
وتذكروا جيداً مقولة بطل الحرب والسلام الزعيم الراحل أنور السادات "وربما جاء يوم نجلس فيه معًا لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكّر ، وندرس، ونُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله
نعم! ، سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدّى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأُمّة في فترة حالكة ساد فيها الظلام ، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أُمّتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس و الرجاء".و اتحدث الى مصر الى وطنى الحبيب واقول لها احبك يا مصر حملتك بين الحنايا و بين الضلوع و رسمتك فوق الجبين وطن شامخ، عشقتك صدراً بدفء، وإن طال فينا زمن الحنين فلا تحزنى على زمان جحود حقود فتنته أشد من حقيقته، منذ زمن بعيد تحملين هموم السنين ، سنعود و سنبنى الامجاد سوياً يا وطنى أحبك يا مصر ،
مصر ليست دولة تاريخية، مصر جاءت ثم جاء التاريخ ياعرب.