الأحد 13 يوليو 2025 01:46 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. عماد خماج-طرابلس ليبيا يكتب: المسرح المدرسي... غرس القيم الوطنية من خلال الحكاية والشخصيات

د. عماد خماج
د. عماد خماج

المسرح المدرسي أداة قوية وفعالة لتعزيز القيم الوطنية والأهداف التربوية والثقافية لدى الطلاب. من خلال توظيف الحكاية، وتجسيد الشخصيات المختلفة، واستخدام التقنيات المسرحية المتنوعة، يمكن للمسرح أن يصبح بيئة خصبة لغرس الانتماء وحب الوطن.
تعزيز القيم الوطنية عبر الحكاية:
* السرد التاريخي والبطولي: يمكن للمسرح أن يقدم حكايات مستوحاة من تاريخ الوطن، مثل قصص الأبطال الوطنيين، الأحداث المفصلية في بناء الدولة، أو نضالات الأجداد. هذه الحكايات تغرس في نفوس الطلاب الفخر بالماضي وتلهمهم للحفاظ على المكتسبات الوطنية.
* عكس الهوية الوطنية: من خلال القصص التي تتناول العادات والتقاليد، الفولكلور الشعبي، والموروث الثقافي للمجتمع، يتعرف الطلاب على مكونات هويتهم الوطنية ويقدرونها. يمكن للحكايات أن تسلط الضوء على القيم المتأصلة في المجتمع مثل الكرم، الشجاعة، والتكافل.
* التحديات المعاصرة والوحدة: يمكن للحكايات المسرحية أن تتناول قضايا وطنية معاصرة وتحديات يواجهها المجتمع، وتقدم حلولاً إيجابية تعزز الوحدة والتعاون بين أفراد الوطن. هذا يشجع الطلاب على التفكير النقدي والمشاركة الفعالة في بناء مستقبل بلدهم.
* تعزيز المواطنة الصالحة: من خلال حكايات تركز على أهمية الالتزام بالقوانين، احترام الآخرين، المحافظة على الممتلكات العامة، والمشاركة في الحياة المدنية، ينمي المسرح المدرسي مفهوم المواطنة الصالحة.
تجسيد الشخصيات المختلفة:
* القدوة والمثل الأعلى: عندما يتقمص الطلاب شخصيات وطنية تاريخية أو معاصرة، فإنهم لا يمثلون الدور فحسب، بل يتشربون الصفات والقيم التي تميز هذه الشخصيات. هذا يعزز لديهم الرغبة في الاقتداء بهم واتخاذهم مثلاً أعلى.
* فهم التنوع: المسرح يتيح تجسيد شخصيات من مختلف الفئات الاجتماعية، المناطق، والخلفيات الثقافية داخل الوطن. هذا يساعد الطلاب على فهم وقبول التنوع داخل مجتمعهم، ويعزز لديهم قيم التسامح والتعايش السلمي.
* تنمية التعاطف: من خلال تجسيد شخصيات تواجه تحديات أو تضحيات من أجل الوطن، يتعلم الطلاب التعاطف مع الآخرين ويقدرون الجهود المبذولة للحفاظ على رفعة الوطن.
* بناء الثقة بالنفس: أداء الأدوار المختلفة يساهم في بناء ثقة الطلاب بأنفسهم وقدراتهم على التعبير، مما ينعكس إيجابًا على مشاركتهم المجتمعية مستقبلاً.
التقنيات المسرحية الأخرى:
* الأزياء والديكور: يمكن للأزياء التي تعكس التراث الوطني، والديكورات التي تصور المعالم الوطنية أو البيئات المحلية، أن تعمق إحساس الطلاب بالهوية والانتماء.
* الموسيقى والأغاني الوطنية: استخدام الأناشيد والموسيقى الوطنية في العروض المسرحية يثير المشاعر الوطنية ويعزز روح الحماس والفخر بالوطن.
* الإضاءة والمؤثرات الصوتية: هذه التقنيات يمكن أن تزيد من تأثير المشاهد الدرامية، وتجعل الحكاية أكثر واقعية وتأثيراً في نفوس الطلاب والجمهور.
* ورش العمل والتدريبات: قبل العروض، يمكن تنظيم ورش عمل للطلاب للبحث في التاريخ الوطني، مناقشة القيم، وتحليل الشخصيات. هذا يعمق فهمهم للمحتوى ويعزز ارتباطهم به.
* مشاركة المجتمع: دعوة أولياء الأمور وأفراد المجتمع لحضور العروض المسرحية يعزز الرابط بين المدرسة والمجتمع، ويسهم في نشر القيم الوطنية على نطاق أوسع.
باختصار، المسرح المدرسي ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل هو منبر تعليمي وتربوي وثقافي يمكنه أن يساهم بفاعلية في بناء جيل واعٍ ومنتمٍ لوطنه، قادر على تحمل المسؤولية والمشاركة في تحقيق أهدافه الوطنية.