دكتور رضا محمد طه يكتب : كوفيد طويل الأمد يستهدف الفقراء قبل الأغنياء


سوء التغذية والبؤس والفقر والتحديات الاجتماعية جميعا تزيد من تدهور الصحة ونقص المناعة وزيادة الحساسية للإصابة بالأمراض. في هذا السياق دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة Annals of Internal Medicine أجراها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام بريجهام وكشفت نتائجها عن علاقة وثيقة بين عوامل اجتماعية رئيسية أهمها الصعوبات المالية والتحديات الاجتماعية وانعدام الأمن الغذائي ونقص فرص الحصول على الرعاية الصحية جميعا تمثل عوامل خطر كبيرة تزيد من حالات الإصابة بمرض كوفيد طويل الأمد بمعدل ثلاث مرات مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في مستوى معيشي معقول.
معروف أن كوفيد طويل الأمد يشمل مجموعة واسعة من الأعراض التي تظهر أو تستمر لثلاثة أشهر أو أكثر بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد SARS-CoV-2 ، لكن وعلى الرغم من ما اكتسبه الباحثون في ما يخص وسائل وطرق إنتشار الفيروس وأعراض كوفيد طويل الأمد من خلال مبادرات مثل مبادرة ريكفر RECOVER إلا أن عوامل الخطر الاجتماعية المهيئة للإصابة بكوفيد طويل الأمد لا تزال غير مفهومة تماماً. هذا ووجد الباحثون أن خطر الإصابة يزيد مع زيادة المعاناة جراء عوامل اجتماعية بما في ذلك الفقر وانعدام الأمن الغذائي وتخطي الرعاية الصحية بسبب التكلفة، مما كان لها تأثير كبير على زيادة شدة الأعراض المزمنة لكوفيد طويل الأمد بعد أشهر وحتى سنوات من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
من خلال الاستبيان الذي أجراه فريق البحث على 3700 مشارك من 33 ولاية إضافة إلى واشنطن العاصمة، هؤلاء الأشخاص كانوا قد أصيبوا بعدوي كورونا المستجد خلال تفشي متحور اوميكرون مدة ستة أشهر بهدف تقييم اعراض كوفيد طويل الأمد، حيث تبين أن شدة الأعراض زادت مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة حيث صعوبة في الوصول إلى التعلم وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية وتحديات الجودة ونقص الدعم الاجتماعي، حيث تبين أن زيادة عوامل الخطر قد ارتبطت بتدني المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وخاصة مناطق ازدحام السكان وسهولة نقل العدوى من شخص لآخر، مما يتطلب التدخل من قبل الحكومات بشأن وضع خطط تحد من الفقر والتحديات الاجتماعية تجنباً لتفشي الأمراض الفيروسية وعواقب ذلك علي المواطنين.