الخميس 6 نوفمبر 2025 07:55 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى يكتب : السوبر المصري في المنفى.. لماذا تُسرق فرحة الجماهير وملاعبنا تصمت؟

الكاتب الكبير محمد الشافعى
الكاتب الكبير محمد الشافعى

** للمرة العاشرة على الأقل، تتكرر نفس المشهد المُفارق والمؤلم. بينما تكتسي ملاعب الإمارات بحلة احتفالية وتغص بآلاف الجماهير المصرية الحاشدة لمشاهدة بطولة السوبر المصري، تقف ملاعبنا في القاهرة والإسكندرية والمحافظات صامتة شاغرة، تتأفف من صمت الإهمال وترنو بحسرة إلى منافسات تُسلب منها.

** اليوم، على أرض ستاد "هزاع" في العين وستاد آل نهيان بأبو ظبى ، يتنافس أربعة من أعرق الأندية وأكثرها جماهيرية في مصر (الأهلي، الزمالك، بيراميدز، سيراميكا) على لقب يُنسب إلى مصر، ولكن روحه وهويته واستضافةه تُنسب إلى غيرها.

المشهد يقول كل شيء .. الجماهير تحيي الملاعب الإماراتية، بينما تحيط الصفرة المهيبة بملاعبنا. فالسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: لماذا؟

• لماذا السوبر المصري خارج مصر؟ الجواب الوحيد المتداول هو "المال"

الإجابة الجاهزة التي يقدمها المسؤولون دائماً هي "الجانب الاقتصادي" وعقود الرعاية والإعلان التي تغطي تكاليف البطولة وتدر ربحاً. ولكننا نستفهم:

- أوليست مصر، باقتصادها الكبير وقدراتها التسويقية الهائلة، قادرة على جذب تلك الاستثمارات والإعلانات لتعمل على أرضها؟ أليس في ذلك تنشيط لحركة السياحة والدعاية لمصر كوجهة رياضية؟

- أليس من حق الجماهير المصرية، التي تدفع من جيبها لمشاهدة فرقها عبر الشاشات، أن تستمتع بمشاهدة نجومها على أرض الواقع في ملاعبها التي بنيت بأرضها وحبها؟

- أليست ملاعب مصر العالمية، التي شهدت كأس الأمم الأفريقية والعالم، بأهل لأن تستضيف بطولة محلية؟ أم أن قيمتها اقتصرت على استضافة المناسبات الكبرى ثم تعود إلى سباتها؟

• الخسارة ليست مادية فحسب، بل هي معنوية وجماهيرية

عندما تقام بطولة السوبر خارج مصر، فإن الخسارة تتعدى المال إلى:

1- حرمان الجماهير: حرمان الآلاف من عشاق الكرة، خاصة صغار السن محدودي الدخل، من متابعة نجومهم عن قرب، مما يقتل الحماس الرياضي ويوسع الفجوة بين النادي وجمهوره.

2- . إهدار الطاقة الجماهيرية: المشاهد الحاشدة في أبوظبي تثبت أن الجماهير المصرية متعطشة للفرجة الحية، وأن المشكلة ليست في عدم الإقبال، بل في عدم توفر الفرصة.

3- تصدير الفرحة الرياضية: نتصدر كأمة في تصدير فرحتنا الرياضية وروحنا التنافسية إلى الآخرين، بينما نحرّم شعبنا منها. نحن نمنح غيرنا "خيراتنا الرياضية" من إثارة جماهيرية ودعاية إعلامية وحركة اقتصادية.

4- رسالة سلبية: إقامة البطولات خارج الوطن ترسل رسالة بأن بلدنا غير قادر على إدارة منافساته الخاصة، وهو أمر لا يتناسب مع مكانة مصر واستضافتها الناجحة لأكبر الأحداث.

• السوبر الأفريقي أيضاً.. نفس السيناريو

والغريب أن هذه الظاهرة لم تقتصر على السوبر المصري، بل امتدت لتشمل السوبر الأفريقي، حيث يلتقي بطل دوري أبطال أفريقيا بكأس الكونفيدرالية على أرض ليست أفريقية في كثير من الأحيان. فباتت القارة السمراء عاجزة عن استضافة لقاء يتوج بطولاتها!

• نداء إلى وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة

إنه نداء من قلب كل مشجع مصري حريص على كرامة رياضته وفرحة شعبه. لقد طفح الكيل. كفى من تصدير منافساتنا وفرحتنا.

• نطالبكم وبقوة:

- بوقف هذا الغياب القسري للسوبر المصري عن أرض الوطن.

- بإعادة النظر في أولوياتكم، فالعائد المعنوي والجماهيري لا يقل أهمية عن العائد المالي.

- باستغلال الطاقة الاستيعابية الهائلة لملاعبنا التي تئن من الفراغ، وتحويلها إلى منارات للرياضة والفرحة.

- بأن تكون مصر هي العنوان الدائم لبطولاتها، كما تفعل كل الدول العريقة كرة القدم.

- مصر تستحق أكثر من أن تكون مجرد مشهد على الخريطة الرياضية. مصر تستحق أن يلعب أبناؤها على أرضها، وأن يهتف جمهورها من على مدرجاتها. لقد حان الوقت لتعود البطولة إلى بيتها.

السوبر المصري في المنفى.. لماذا تُسرق فرحة الجماهير وملاعبنا تصمت؟ محمد الشافعى الجارديان المصرية