الأحد 22 يونيو 2025 07:52 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتورة مارى جرجس رمزى تكتب : ” أيتها العاهرة ...علميه الصدق” 

د. مارى جرجس رمزى
د. مارى جرجس رمزى

بالطبع هي ليست دعوة للعُهر ولن تكون في أي زمن أو زمان .. لكني تعودت منذ بداية إدراكي لحقائق الأمور ان أسمي كل شيء باسمه .. لا أحب التوريات ولا أجيدها الا في الأدب والشعر .. بل لا أجد لها مبررًا منطقيا في حياة اي شخص عاقلٍ ، حُرٍّ و شجاع.
العاهرة.. تلك المرأة التي تبيع نفسها  لِمَن يدفع الثمن .. تعرف قدرها جيدًا وتعرف أنها أرخص بضاعة في سوق البضائع .. فهي تبيع أغلى ما في الوجود بأبخس الاثمان فكل ما  يُشتَرَى بالمال أو بتبادل الشهوات رخيص، لكنها لا تكابر ولا تكذب ولا تدعي الفضيلة ولا تتخفى خلف ستار الوقار الظاهري من مَلْبَس او كلام .. وهي تعلم جيدًا كذلك نوعيه مَن يشتري بضاعتها البخسة وتدرك أنه أقل منها قدرًا بمسافات ، إذ أنه يقبَل على نفسه الانحدار لمستوى يتعفَّف  عنه الكثير من الحيوانات .. فبعض الحيوانات تربأ بنفسها عن هذا الامتهان.. فتضحك له وعليه و منه وتترك من يطرق أبوابها يقتنع انه رجل كامل الرجولة ، خبير بشئون النساء لا يُقاوَم بل يصل اقتناعه إلي أنه معشوق النساء ، بل ساحر النساء  و سخرية القدر ان هذا النوع من الرجال عادةً ما يكون المادة الخام للقُبح الجسدي ، قبل النفسي و العقلي .. فهو يفتقر لجمال الشكل بالإضافة إلي إعاقة فكره و إدراكه اللذين انزلقا به إلي هذا الوحل المُذرى .. تتركه عاهرته يخال نفسه المسيطر ،يذلها و يهينها و ما هو إلا الذليل ..فلو أدرك لوهلة أنها هي التي تهينه و تزدري كل ما به قلبًا و قالبًا و أولها رجولته المزعومة -والتي لا يملك أدنى درجاتها- لأدْرَكَ إلي أي مدى قد أهان و حقر نفسه.. لو تفهم هذا العَنتيل أن جوهر رجولته في نخوته و كرامته لما ارتضي لنفسه أن يكون دورًا في صفٍ يُضاجع جسدًا رخيصًا بلا روح ضاجعه قبله الكثيرون و سيضاجعه الأكثر.. فهل يقبل علي نفسه هذا الذل و التحقير؟! - و إن قَبِل - فليهنأ به و بمن اختار علي شاكلته  ،ولكن المشكلة ، هل يشبع و يكتفي فساده و يتقيأ هذا الصنف العفن مع الأيام؟! .. حسنًا .. لا مانع ، فهذا أيضا حقه ، و لكن ما ليس حقه هو أن يبحث عن رغباته مع بريئات ليحولهن إلي عاهرات و لو لمرة واحدة و معه فقط ، يكفيك أيها الذليل إفسادًك لنفسك .. و كفاك إفسادًا لغيرك من الأبرياء أو الضعفاء أو مفتقدي الحب أو ضعيفي النفوس .. كفاك فبضاعتك تكتظ بها الشوارع و الحانات و تكاد الأرصفة أن تضج بها و تتقيأها .. و هي مثلك ، طينتك ، لكنها أكرم منك و أشرف بكثير.. إنها تعلن عن نفسها بكل وضوح و تقول: "أنا عاهرة ، فليتقدم من أرادني و كان بمثل قذارتي.." ، أما أنت فتقول: "أنا إنسان.. حنون ، رقيق ، خدوم.." ، فيأمن لك البرئ و يأتمن بالقدر الذي تمتلك به نقاط ضعفه و تلمس و تحرك فيه عواطفه.. فتلدغ لدغتك السامة و لا تتركه إلا حطامًا .. فيا أيها العاهر .. "كُن عاهرًا صادقًا و تَعَلَّم ولو شيئًا واحدًا جميلًا فى حياتك .. تَعَلَّم صِدْقَ العاهرات" ..

بقلمي من كتابي ...بلا هوية الجزء الاول