طارق محمد حسين يكتب : امريكا واسرائيل والرهان الخاسر


بعد ثمانون يوما من العدوان الإسرائيلي والبلطجة العسكرية بالتحالف مع امريكا والتأييد الغربي علي غزة ، يبدو أن منطقة الشرق الأوسط تنزلق نحو امتداد واتساع رقعة الصراع العسكري وانتشار العنف، فبعد أن هاجم الحوثيين سفنا إسرائيلية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب، قامت الولايات المتحدة بتشكيل تحالفا بحريا لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فقد قصفت سفينة تابعة للكيان الصهيوني أمام السواحل البحرية الهندية في تطور للحرب البحرية ضد الأهداف الإسرائيلية ، فهو تهديد صريح باتساع رقعة الصراع ومع تهديد الحرس الثوري الإيراني بغلق مضيق جبال طارق وممرات مائية اخري، أي خنق حركة الملاحة البحرية في البحر المتوسط ودول أوروبا ، يأتي هذا من جانب ايران ردا علي استمرار العدوان الوحشي وغير المسبوق على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ، إن ما قد يحدث من اشتعال المنطقة وامتداد الصراع خارج منطقة غزة تتحمله وتدفع ثمنه الولايات المتحدة الأمريكية والدول المساندة والداعمة لإسرائيل ونتيجة لحساباتها الخاطئة ورهانها الخاسر، وإن كان الموقف العربي لم يقدم سوي فتات من المساعدات الإنسانية لشعب غزة المحاصر و المكلوم ، اما الجهود الدبلوماسية العربية لوقف المجازر وحرب الإبادة فقد اصطدمت بالفيتو الأمريكي الوقح بمجلس الأمن وعلي كافة اقتراحات وقف إطلاق النار، ففي ظل الدعم الأمريكي المعلن والإصرار علي القضاء علي حركات المقاومة الفلسطينية في غزة ، فليس من المتوقع إيقاف المذابح اليومية وحرب التجويع والتشريد للمدنيين سوي بإيقاع المزيد من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي ، فهذا يشكل ضغطا شعبيا اسرائيليا علي حكومتها لإيقاف العدوان والتفاوض على تبادل الأسري والمحتجزين بين طرفي الصراع ، إن محاولة حكومة الحرب في اسرائيل إخفاء خسائرها العسكرية الكبيرة في الحرب لن يستمر طويلا في ظل تصاعد المقاومة وسقوط المزيد من قتلاه وعتاده الحربي ، ولن تنعم اسرائيل بالأمن والسلام ما لم يحصل الشعب الفلسطيني علي حريته في دولته المستقلة ، وأن من الوهم القضاء علي حركات المقاومة الفلسطينية ، فما يحدث من مذابح وقتل واعتقال الآلاف وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها بلا رحمة ، سيخلق أجيال من المقاومين الفلسطينيين اشد شراسة وأكثر قوة وإصرارا على القضاء علي الاحتلال ، مالم تتحرر أرضهم السليبة ويعيشون في أمن وسلام كباقي شعوب الارض .