السبت 27 يوليو 2024 04:19 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : وما ينطق عن الهوى

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم من هديه ان ينام علي جانبه الأيمن ، فالنوم علي الشق أو الجانب الأيمن من السنن المثبتة ،فقال الرسول الكريم " إذا اتي احدكم فراشه ، فليتوضأ ثم ليضطجع علي شقه الأيمن "، فما هي الحكمة النبوية في ذلك ، ما أثبته العلم والأبحاث أن النوم علي هذه الهيئة ، فيه وقاية للجسم من بعض الأمراض أكثرها شيوعا " الارتجاع الحمضي "، والنوم علي البطن يسبب ضيقا في التنفس ويرهق القلب والدماغ ، ويسبب انثناء في فقرات الظهر ، والمعتادون عليه هم الاكثر عرضة لأمراض الكلي ، اما النوم علي الجانب الأيسر فإنه يشكل عبئا اكبر علي القلب ،حيث يحتاج القلب الي مجهودا اكبر لضخ الدم في حالة النوم علي الجانب الأيسر ، نظرا لوجود معظم اعضاء الجسم في مستوي أعلي من القلب ، أما عن تجربتي الشخصية في النوم علي أحد الجانبين ، ففي حين ارقد علي جانبي الايسر للنوم ، أشعر بالاضطراب بالمعدة كما لو كان بها خلاط ، وخاصة إذا كان النوم بعد تناول الطعام بوقت قليل ، ولكن إذا تحولت للرقود علي الجانب الأيمن هدأت العاصفة المعوية تماما ، وهذا ما جعلني أفكر وابحث عن هذا السر ، فمن خلال دراستنا للجهاز الهضمي في الإنسان نعرف ان المعدة وهي الجزء من الجهاز الهضمي المسئولة عن هضم الطعام والشراب، ثم تدفع به من خلال القناة الهضمية إلي الأمعاء الدقيقة ، وعلميا فأن فتحة المعدة لخروج الطعام تتجه لأسفل وإلي الجهة اليمني من البطن ، وهذا ما يفسر اضطراب المعدة عند النوم علي الجانب الأيسر، حيث حينها تكون فتحة مخرج المعدة متجهة للأعلى ، وهو ما يمنع خروج الطعام والشراب من المعدة إلى باقي الجهاز الهضمي بسهولة ويسر، وهذا ما يفسر حركة المعدة غير الطبيعية وارتباكها وقيامها بإصدار اصوات، بينما عند الرقاد على الجانب الأيمن فإن فتحة المعدة السفلي تتجه لأسفل والجهة اليمني ، مما يعني خروج الطعام بسلاسة ويسر في اتجاهها الطبيعي ، وهذا ما يفسر حالة الاسترخاء والنوم الهادئ في حالة الرقاد على الجانب الأيمن للجسم ، فمن يا تري علم رسولنا الصادق الأمين هذا قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام ، فالهدايات النبوية لم تأتي اعتباطا ، لكن الاطلاع علي الحكم يزيد المؤمن ايمانا ،والامتثال لآداب النوم تعبدا واتباعا ،والحديث وحي من الله لا ينطق صاحبه عن هواه ، بل علم علمه ربه ،وصدق الله العظيم حين قال " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي "