الأربعاء 2 يوليو 2025 02:27 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب عن ”نائب المحافظ”

الجارديان المصرية

•• قبل 6 سنوات تقريبا كنت مع تجربة تعيين نواب للمحافظين ورحبنا بهم باعتبارهم نواة لصف أول وثان وإضافة يمكن البناء عليها للقيادة فى الوزارات والمحافظات والهيئات.
•• ولكنى الأن أراها فكرة تحتاج للنظر، مع اعترافى بوجود استثناء ناجح أكيد،
فمنذ حركة المحافظين الأخيرة قبل أكثر من 4 سنوات والتى شهدت توسعا فى تعيين نواب، معظمهم جاء من الجامعات، تجلت التجربة ولمع وهج عدم مناسبتها.
•• كانت البداية حماسية بعد لقاء السيد الرئيس بالمحافظون والنواب وحثهم على بذل الجهد بروح الفريق الواحد، وتلك نقطة فارقة،
ورأينا لذلك حرصا من الجميع على نجاح التجربة، وتأكيدا على الاستفادة منهم وكنا نرى المحافظون مع نوابهم فى كل لقاء وإجتماع يشاركوهم الرأى - فى كافة شئ-
•• لكن مع مرور الوقت لاحظنا فتورا وإقصاء، وبدأنا نرى المحافظ وحده يتحدث ويتفقد ويجتمع دون ذكر للنائب بل قل ولا حتى وجوده ومشاركته أصلا!
كانت البداية مبشرة بعد حلف اليمين بسبب توجيه الرئيس، وسعى كل محافظ لتفويض نائبه فى بعض الإمور وتكليفه بملفات ومهام يقوم بها. ليثبت للرئيس أنه ينفذ التكليف،
•• ومع الوقت رأينا تقليصا لدور النائب بل وإبعادا
بل وأزيد بأنه حدث توتر ونفور وبات هناك فريق المحافظ وفريق للنائب! وطبعا المحافظ وفريقه يكسب وقطعا يخسر النائب والمحسوبين عليه!
هكذا بلغ الوضع بلا مبالغة، فريقان وفرقة وليس فريق واحد يجتهد للتميز والنهوض بالمحافظة.. حدث ذلك بمرور عام بعد عام، فقد -شالت- النفوس وظهر ذلك جليا للمتابع المدقق فى البداية ثم أصبح المشهد جليا للجميع بما فيهم مواطنى المحافظة بالطبع!
•• فكرة نائب المحافظ لم تعد فى ظنى مفيدة ولن تضيف ولا سيما مع وجود منصب السكرتير العام والسكرتير المساعد،
ناهيك عن عدم وجود مهام وصلاحيات لنائب المحافظ فعليا، وكل ما حدث هو سحب بعض الاختصاصات له لمجرد إيجاد ما يقوم به بدلا من الجلوس فى مكتبه يتأمل شياكة المنصب بمخصصاته وبرستيجه!
•• المتابع للمشهد يشاهد العجب من إشارة هنا وغمزة هناك، وأصبح منصب النائب بلا معنى بعد سحب التكليفات والملفات ولم يبق منه سوى مكتب سبق وأعد خصيصا له لأن دواوين معظم المحافظات لم يكن بها مكتب مخصص للمنصب، مع سكرتارية وسيارة.
•• نعم قد يكون نائب المحافظ أثبت وجوده فى محافظة أو محافظتين، وحتى تلك لها أسبابها، مثلما رأينا فى البحيرة بعد تعيين محافظها وزيرا للتنمية المحلية ولكنه ليس حكما ولا نجاحا ممتدا وشاملا لباق المحافظات.
•• المحافظات لم تعد سعيدة بالتجربة بل أصبحت مثار أحاديث المجالس!
وعن نفسى كمتابع لا أتمنى استمرارها فالقانون ليس فيه مهام محددة له ولا الديوان يسعه مع محافظ يرى نفسه المسئول الأول ووجود سكرتير عام وآخر مساعد، نحن نريد التوفيق للمحافظ فى إدارة محافظته ولا نريد لنفسه أن ينشغل من مكانة نائبه أو العكس.
•• لا أريده حتى من باب الترشيد ولو رغبنا فى صف ثان وثالث فعندنا السكرتير العام ورؤساء المدن وما أكثرهم.
•• ويا مسهل.