الثلاثاء 30 أبريل 2024 12:52 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والإعلامي رزق جهادي يتساءل : فى أى معسكر سوف ينضم العرب ؟

الكاتب والإعلامي رزق جهادي
الكاتب والإعلامي رزق جهادي

-فى أى معسكر سوف ينضم العرب إلى جانب المعسكر الإيراني أم المعسكر الصهيوأمريكى ؟ وقد قالتها الولايات المتحدة الأمريكية
لا مجال للحياد...سؤال يطرح نفسه بقوة مع بدء التحركات السياسية والتجهيزات العسكرية التي تتحضر لها كل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وحلفائها بالمنطقة مع الأخذ في الإعتبار بموقف الدول العربية من الهجمات الإيرانية علي إسرائيل ومن أغلق مجاله الجوى أمام الطائرات والدفاعات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائلية - ومع مناورة سياسية جديدة من الدب الروسي لتشكيل المعسكر القديم خاصة مع زيارة رئيس الإستخبارات الخارجية الروسي إلى المنطقة .
- وهنا نستعرض موقف الدول العربية المعنية بالصراع بشكل مباشر وحسب تقييمها للخطر الإيراني بالمقارنة بالخطر الإسرائيلي :-
(١) المملكة الأردنية الهاشمية :- أعلنتها صريحة وواضحة فى أن وجود إيران بمنطقة الخليج العربي أخطر عليها من وجود إسرائيل بجوارها حيث قامت بمساندة إسرائيل بالدفاع الجوي والطائرات لصد الهجمات الإيرانية عليها وأعلنت أن الأردن لن تكون ساحة معركة بين الطرفين .
(٢) لبنان :- فلا حول ولا قوة لها من حزب الله الذى يعد الذراع الطولى لإيران على إسرائيل والتى تمطرها بالصواريخ الكاتيوشا يومياً مما أدى إلى هجرة المستوطنين اليهود من شمال إسرائيل وسكنتهم الفنادق .
(٣) العراق :- وهو محور الصراع المشترك ما بين القواعد العسكرية الأمريكية والمليشيات الإيرانية الشيعية ، رغم أن العراق أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الامريكية والبريطانية إلا أنها سمحت بالصواريخ والمسيرات الإيرانية بإختراق وعبور مجالها الجوي .
(٤) سوريا :- ملتقى الصراع الثاني الدائر بين إيران وإسرائيل وبداية شرارة الصراع الإيراني الإسرائيلي بعدما ضربت إسرائيل القنصلية الإيرانية هناك ، فهى من سمحت وأيدت الضربة الإيرانية انتقاماً لإختراق إسرائيل المتكرر لمجالها الجوي وتنفيذ هجمات على مطاراتها ومنشأتها العسكرية وبالتالي فمن المؤكد أنها تتبع المعسكر الإيراني .
(٥) مملكة البحرين :- رغم التركيبة السكانية المتضاربة ما بين السنة والشيعة ورغم أن معظم سكانها شيعة إلا أنها تتمنى زوال إيران من المنطقة اليوم قبل الغد لأنها التهديد الأكبر نظرا لتركيبتها التى تساندها فى ثورتها على النظام هناك ، إلى وجود الأسطول الخامس الأمريكي على أراضيها .
(٦) الإمارات العربية المتحدة :- ولها وضع خاص فهى دول مدينة حديثة لا تتخذ من الدين أساساً للحكم كما أنها دولة إقليمية تشكل ملتقى الثقافات والإستثمارات العالمية ، ومن هذا المنطلق فهى تخشى أن تدخل في صراع وتتفهم الولايات المتحدة الأمريكية موقفها جيداً فهى تنأى بها من أى صراعات وتكتفى بدعمها المالى واللوجيستى ، فهى قلباً وقالبا مع معسكر الولايات المتحدة الأمريكية ولكن لا تريد أن تدخل طرفاً في صراع عسكري مباشر ضد إيران .
(٧) قطر :- وما ينطبق على الإمارات ينطبق على إمارة قطر
(٨) الكويت :- بعيدة كل البعد عن ذلك الصراع وهى المستفيد من اى صراعات من خلال النفط وموقعها الجغرافي جعلها فى منأى عن هذا الصراع حيث كان الخطر الداهم عليها هو نظام صدام حسين في وقد انتهى تماماً .
(٩) سلطة عمان :- الدولة الوحيدة التى يسمح لها أن تكون محايدة كونها بالفعل دولة مسالمة علاقاتها الدولية خالية من التعقيد والمؤامرات ، وعندما أغلقت مجالها الجوي لم يتذمر أحد المعسكرين .
(١٠) اليمن :- وهى منقسمة على نفسها فى مواقفها تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، نظرا لوجود حكومتين أحدهما فى الشمال وأخرى في الجنوب يحكمها الحوثيين مفتاح صراع مضيق باب المندب والحوثيين هم الذراع الجنوبى لإيران واليد الطولى لإيران على مضيق باب المندب وهى قلباً وقالبا مع إيران .
(١١) المملكة العربية السعودية :- رغم العداء الواضح بين الإسلام السنى والإسلام الشيعي الذي تمثله إيران ، إلا أن المملكة أبت أن تكون ساحة معركة لأى طرف من الطرفين حيث قامت بإغلاق مجالها الجوي ورفضت أى أعمال عسكرية فى مجالها الجوي متخذه بذلك موقف الحياد .
(١٢) جمهورية مصر العربية :- وهى المتضرر الأكبر من الصراع العربي الإسرائيلي بل أن لها باع طويل في ذلك الصراع ، ومن جوارها بدأ الصراع في قطاع غزة الذى أدى إلى تلك التطورات العسكرية في المنطقة ، ورؤيتها واضحة في ذلك الصراع وهو حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل ، أما عن سؤالنا فى أى معسكر سوف تنضم مصر ؟ فإن مصر خلقت لنفسها معسكر خاص بها وهو المعسكر المصرى الخالص والمصلحة الوطنية المصرية القائمة على الإحترام المتبادل بين القوى الإقليمية فلم يستطع أن تخترق أى مسيرة أو صاروخ إيرانى الأجواء المصرية وكذلك بالمثل بالنسبة للدفاعات والطائرات الأمريكية والإسرائيلية ، فمصر على أتم الإستعداد لأى مواجهة عسكرية حال تخطى الخطوط الحمراء التي وضعتها القيادة السياسية سواء بالنسبة لتهديد إسرائيل بإقتحام رفح أو محاولات جرها فى الحرب الدائرة بين المعسكرين ، كما أنها لها تحالفات قوية مع المعسكرين الشرقى بقيادة روسيا والصين ، والغربى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي ، مع وضع إسرائيل بين قوسين وعلامة إستفهام (؟) وعلامات تعجب (!!!!) إلى أن يتحقق حلم حل الدولتين .
- فتحيا مصر بشعبها الواعي وقيادتها السياسية الحكيمة