السبت 27 يوليو 2024 08:57 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.كمال يونس يكتب : فن كتابة القصة ..دراسة مقارنة بين الأديب المصري د.كمال يونس و الروائي الأمريكي الشهير كيرت ڤونيغوت

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

الذي يقوم بتدريس فن كتابة القصص في ورشة الكتابة التابعة لجامعة آيوا في الولايات المتحدة الأمريكية، عن عن كتاب جمعه وترجمه ا.محمد الضبع بعنوان (كيرت فونيغوت وفن كتابة القصة)
كيرت فونيغوت خلال مسيرته المهنية امتدت لااكثر من خمسين عاما ، نشر خلالها أربعة عشرة رواية ، وثلاث مجموعات قصصية، ، وخمسة أعمال غير رواىية ، ، بالإضافة إلى مجموعات غضافية نشرت بعد وفاته ، أكثر ما يشتهر به روايته الساخرة السوداء والأفضل مبيعا المسلخ رقم 5 .
*روايات كيرت فونيغوت ( Kurt Vonnegut ) (1922 – 2007)
“صفارات الإنذار تيتان” (1959)، “ليلة الأم” (1961)، “مهد القطة” (1963)، “بارك الله فيك يا سيد ماء الورد” (1965)، “المسلخ 5” (1969)، “إفطار الأبطال” (1973)، “تهريجية” (1976)، “جيلبيرد” (1979)، “ديك القناص” (1982)، “جالاباجوس” (1985)، “بلوبيرد” (1987)، “التركيز على الخزعبلات” (1990)، “زلزال الزمن” (1997)، “مرحبًا بكم في بيت القرد” (1982)، “صندوق التبغ من بوجومبو” (2000)، “بارك الله فيك دكتور كيفوركيان” (2002).

قضى الروائي الشّهير كيرت ڤونيغوت سنوات طويلة وهو يدرّس طلابه فن كتابة القصص في ورشة الكتابة التابعة لجامعة آيوا في الولايات المتحدة الأمريكية. ‏ووضع ڤونيغوت أسسًا لإتقان فن كتابة قصة ممتعة نلخصها فيما يلي اتفق مع سبع منها ، وغير متفق مع النقاط من السابعة إلى العاشرة، وقد أوردت وجهة نظري أسفلها كتعقيب، ثم أورد مفهومي لكتابة القصة القصيرة ليتمكن القاريء من الوقوف بوضح على وجهة نظري والأسس التي أتبعها في كتابة القصة القصيرة، والتي أظنها تضيف إلى المهتم بقراءة أو كتابة القصة أبعادا جديدة .
ووضع ڤونيغوت أسسًا لإتقان فن كتابة قصة ممتعة:
‏1- ابحث عن موضوع يهمك (ويهم القارئ).
‏لتنجح قصتك عليها تحقيق شرطين أساسيين:
‏الأول: عليك البدء من قصة أو موضوع يهمك.
‏الثاني: على قصتك أن تلامس حقيقة كونية أو عاطفة أصيلة يستطيع القارئ التعاطف معها. ربما كنت تطرح سؤالًا يهم القارئ، أو تكشف حقيقة يعرفها ويحاول إنكارها.
2- احترم وقت القارئ.
‏القارئ هو بطل قصتك وليس أنت، ‏عليك التفكير جيدًا قبل أخذ القارئ في دهاليز قصتك، اسأل نفسك باستمرار: ما سبب كتابتك لهذه القصة؟ ما المغزى منها؟ ما الأثر والشعور الذي ستحدثه في قلب القارئ؟،هوسك بشأن حفظ وقت القارئ وتقديرك له، سيجعلك تتخلّص من كل ما يشوب قصتك ويجعلها تترهّل دون إضافة للسرد وتطوّر الأحداث.
‏3- قدّم للقارئ شخصية واحدة على الأقل ليتعاطف معها في قصتك.
‏لينغمس القارئ في قصتك عليه التعاطف مع شخصياتها والاكتراث لما سيحدث لهم. ‏طوّر شخصيات قصتك بحذر وازرع فيها بذورًا تمكّن القارئ من الوقوف خلفها، والتعاطف معها وتشجيعها. اهتمام القارئ بمصائر شخصيات قصتك هو أكبر علامة على نجاحها.
‏4- امنح كل شخصية دافعًا ورغبة قوية.
‏لا وجود للشخصية إذا لم يكن لديها دافع ورغبة في الوصول والتقدّم.
‏ ‏5- حوّل كل جملة في قصتك إلى أداة للكشف عن شخصية أو حدث.
‏من السهل كتابة جمل لا تضيف إلى تسارع الأحداث ولا تكشف عن حقيقة لا نعرفها عن الشخصية. ‏عليك تفادي هذه الكتابة الفارغة ودفع نفسك لكتابة جمل تتسارع فيها الأحداث وتطوّر الشخصية.
‏عليك معرفة مُعدّل تسارع الأحداث في قصتك، ارتفاع هذا المعدّل سيجعل القرّاء يسرعون معك في القراءة. بإمكانك قياس معدّل تسارع الأحداث بطرح هذا السؤال: كم عدد الجمل التي أحتاجها للكشف عن حدث جديد، أو إظهار عاطفة، أو تقديم حقيقة لم يعرفها القارئ من قبل؟
‏6- ابدأ القصة عند أقرب نقطة ممكنة من نهايتها.
‏ستندهش من درجة تقبّل القارئ لبداية القصة من نقطة زمنية فوضوية تضج بالأحداث. ‏لا حاجة للبدء بسرد تاريخي يلتزم بالترتيب الزمني الصارم.
‏7- عذّب شخصياتك، لتكشف حقيقتها أمام القارئ.
‏المصاعب والعذابات التي تمر بها شخصيّتك هي مصدر مهم لتطوّرها وكشف حقيقة دوافعها.
‏لا تتردد في تعذيب شخصياتك ووضعها في مآزق مستمرة. سيتعلّق بها القارئ ويتعاطف معها كلما زادت تحدياتها.
د.كمال يونس:نعم ولكن في حدود حبكة درامية وتصاعد طبيعي غير مفتعل
‏8- أكتب لإمتاع قارئ واحد.
‏تخيّل هذا القارئ وأنت تكتب، فكّر في ذوقه وطريقة حديثه.
‏اكتب له وكأنك تكتب رسالة إلى صديق قديم. تخيّلك لقارئ قصتك سيساعدك على كتابتها بطريقة حميمة ودافئة.
د.كمال يونس: لا أتفق أن تكتب لإمتاع قاريء واحد بل فلتكتب بصفة العمومية ليقرأها كل قاريء ما أمكن
‏9- امنح قارئك أكبر قدر ممكن من المعلومات. انسَ التشويق.
د.كمال يونس: لا أتفق مع الكاتب في هذا بل مع التشويق يمكنني إضافة ما أريد من معلومات
‏ 10 - قد تكون هذه القاعدة أكثر قواعد كيرت ڤونيغوت إثارة للجدل في أوساط كتّاب القصص. يؤمن ڤونيغوت بضرورة معرفة القارئ لما يحدث في القصة في أقرب وقت ممكن ليستنتج نهايتها ويستوعبها، ولن يضرّه لو التهمت الصراصير صفحاتها الأخيرة.
د.كمال يونس: لا أقر تلك القاعدة ألا وهي بضرورة معرفة القارئ لما يحدث في القصة في أقرب وقت ممكن ليستنتج نهايتها ويستوعبها، ولن يضرّه لو التهمت الصراصير صفحاتها الأخيرة، فذلك يعني ببساطة الإطاحة بالتوتر والترقب والتشويق وكل مايدفع بالقاريء لمتابعة العمل بشغف .
وهاهي الأسس التي أتبعها في كتابة القصة القصيرة ، حتى يتمكن القاريء من المقارنة ،وقد نشرتها في مقال لي بعنوان
د.كمال يونس(فن القصة القصيرة ..خلاصة رؤيتي)
القصة القصيرة فن نثري ، كاشف عن صدق موهبة ،وتمكن مبدعيها من صياغتها ، سردية نثرية أدبية لها مبدعوها وقراؤها، لما تتميز به من من حكاية مكثفة(السرد)، مضغوطة(الأحداث)، مطوعة(التعبير)، متوافقة (إيقاع العصر ) ، بليغة اللغة مركزة (ماقل ودل ،موظفة الكلمات في جمل فصيحة سهلة ، توصل المعاني في يسر دون صدام أو تعال أو استغراق في تغريب وتجهيل القراء على اختلاف ذائقتهم اللغوية والفكرية) ، لها نفس أسس ودعائم الرواية بداية ،عقدة ،حل ،في حبكة متقنة دقيقة يصدقها ويتفاعل معها القاريء، تحوى فنونا تعبيرية رمزية مميزة تستقطب القاريء ،جاذبة إياه ،لايحمل هم زمن قراءتها ، يقف متوترا ،متشوقا ليتابع قراءتها ، وصولا لنهايتها ، متغلغلة داخل فكره ،تثير تفكيره ،لاتغادره بعد الانتهاء من القراءة ، ليست وعظية مباشرة،على الرغم من عرضها لدقائق خلل إنساني ومجتمعي ،بل محفزة فكرية ،تفكرية ،تحترم عقله ،تستحثه على إيجاد الحل بعد أن وقف على العقدة محددا إياها بدقة ،ولن يتسنى هذا إلا حين يكون كاتبها موهوبا ، يجيد رسم أبعادها ،صوت، صورة، حركة، ضوء،مجسما إياها بقوة ،ما إن تقرأ حتى تتجسد كالرؤيا بإشاراتها (رمزيتها)ودلالتها في مخيلته، إذن سر جمالها تلك المحصلة الإيحابية من مخاطبة عقل ووجدان القاريء،منشطة لملكاته الفكرية والروحية والوجدانية ، تستحثه على كشف رموزها ، تجعله في حالة من التأمل و التدبر والتفكر.