الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب : أزمة تلو الأخرى والعالم على صفيح ساخن ، فالتاريخ الأن يعيد نفسه .!


هذه حقائق تاريخية مرت بالعالم منذ زمناً بعيد والبداية من أزمة الصواريخ الكوبية فى الستينيات وأكذوبة الدولار الأمريكي فى السبعينيات ، والأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بذات الفواعل السياسية والإستراتيجية وذات القوى العظمى مع بعض الرتوش ، على النحو التالي :-
أولا :- أزمة الصواريخ الكوبية فى الستينيات واليوم تحت مسمى أزمة الغواصة النووية الروسية :-
١- البداية عندما كان هناك قوتان تحكما العالم هى الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية فى حالة من حالات استعراض القوى النواوية لكلاهما أمام الأخر حيث اشتعلت أزمة الصواريخ الكوبية يوم 16 أكتوبر عام 1962 بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي، إثر اكتشاف الأميركيين نشر صواريخ نووية سوفياتية بشكل سري على الأراضي الكوبية، التي تفصلها مسافة 90 ميلا بحريا عن سواحل فلوريدا ، وذلك كنتيجة لقيام الولايات المتحدة الأمريكية نشر صواريخ "ثور" في بريطانيا ضمن مشروع "أميلي". لمحاصرة الإتحاد السوفيتي
٢- واليوم هى أزمة الغواصة النووية الروسية التى بدأت مناورات عسكرية فى كوبا أيضا فى ١١ يونيو ٢٠٢٤ للرد على الولايات المتحدة الأمريكية بشأن دعم أوكرانيا عسكرياً بشكل مباشر ومؤثر في الحرب الروسية الأوكرانية .
ثانياً :- أكذوبة الدولار الأمريكي فى السبعينيات ، واليوم إعلان بوتين بأن الولايات المتحدة الأمريكية ضحكت على العالم وسرقت ثرواته مقابل حفنة أوراق لا تساوي ثمن طباعتها ، وإعلانه ايقاف التعامل بالدولار الامريكي واليورو الأوروبي بسوق الأوراق المالية البورصة الروسية :-
١- حقيقة ولزاما علينا قولها رغم طول صمت العالم على الدولار الأمريكي ، أن بالفعل امريكا ضحكت على العالم بإصدار مليارات الدولارات وتطبع دون أى قواعد اقتصادية ودون غطاء من الذهب ، وعندما أعلنت ذلك صمتت دول العالم لأنها إذا تحدثت سوف تكون إحتياطاتها من الدولار الأمريكي بلا قيمة وسوف تفلس ، فجاء الرئيس الأمريكي حينها نيكسون بعدها ليربط الدولار بالنفط وخاصة النفط السعودي باعتبارها من أكبر منتجي النفط فى العالم
٢- وحين أحيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلك الكذبة وأظهرها للعالم مرة أخرى ، وتوقف عن التعامل بالدولار الامريكي واليورو بالبورصة الروسية ، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية لإحياء الإتفاق القديم البترودولار مع نهايته هذا الشهر ، ومن المتوقع أن تتنصل السعودية من هذا الربط .
- أخيراً :-
إنها بداية نهاية نظام عالمي أحادى القطبية وبداية نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب .