الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب.. روسيا الإتحادية تخشى مصير ألمانيا النازية حال إشتعال الحرب العالمية


بداية هذا ليس دعما لما فعلته ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية وكذلك ليس دعما لما تفعله روسيا الإتحادية الأن والذى قد يؤدي إلى إشتعال حرب عالمية جديدة ، كما أنها ليست نصيحة أقدمها للروس وإنما هو شرح لماضي حدث بالفعل وحاضر تخطط له روسيا الأن قد وقع بالفعل على أرض الواقع ، لعل أن تعيها أذن واعية تسمع بعينها وتدرى بما يحاك من حولها ، ومن هنا أبدأ رواية الماضي الألماني والحاضر الروسي ، متمنياً أن لا نقف موقف مشجعين مبارايات كرة القدم فأي الفريقين سوف يكسب المباراة العالمية الثالثة فنحن الخاسرون :-
أما عن الأخطاء الإستراتيجية التى وقعت فيها ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وأدت إلى هزيمتها ولإنهيار الأمبراطورية النازية التى كان يحلم بها هتلر فهى :-
١- عدم الجاهزية الكافية من حيث تأمين إمدادات المواد الخام والبترول .
٢- الهجوم العسكري المباشر على بولندا بدلاً من تدميرها من الداخل .
٣- الاشتباكات العسكرية على أكثر من جبهة .
٤- مهاجمة قوى عسكرية كبرى في ذات النطاق الإقليمي وهى روسيا آن ذاك ، حيث نقض هتلر اتفاقية السلام مع إستالين حين تعهد بعدم مهاجمتها .
أما عن ما تفعله روسيا الأن لتجنب تلك الأخطاء الإستراتيجية التى وقعت فيها ألمانيا فهى كالتالي :-
١- فى أفريقيا أقامت روسيا حزام أمني لتطويق قارة أفريقيا عسكرياً لتأمين الإمدادات العسكرية و إمدادات الطاقة :
حيث تسللت روسيا تدريجياً فى أفريقيا وعلى مدار الأربعة عشر عاماً الماضية وقامت بتمديد نفوذها فى أفريقيا من الجنوب بداية من دولة جنوب أفريقيا عن طريق اتفاقية البريكس ، ودول شرق أفريقيا عن طريق الدعم العسكري لكل من أثيوبيا والنيجر والسودان وتشاد ومالى وبوركينا فاسو ، وصولا لشمال إفريقيا فى ليبيا ، أما الجزائر فعن طريق عقد الصفقات العسكرية التي تميزها عن غيرها من حلفائها في العالم
٢- فى أسيا إعتمدت على عقد الإتفاقيات الإقتصادية مبدأها من لا تستطيع أن ترهبه بالقوة العسكرية تستطيع شراؤه بالمال والإغراءات الإقتصادية .
٣- بالنسبة للقوى الكبرى التى تتفق معها في عدائها للغرب وأقصد هنا ( الصين ) ، ( كوريا الشمالية ) فقامت بعقد تحالفات استراتيجية عسكرياً وسياسياً واقتصاديا ، مكنتها من تجنب الخطأ الذى وقعت فيه ألمانيا النازية ، وجعلت من الصين وكوريا الشمالية جبهة عسكرية لصد الهجوم من اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ، بل إمتد الأمر إلى دخول القوات المسلحة الصينية إلى أوروبا من بوابة بيلاروسيا .
٤- فى أوروبا قامت روسيا بإضعاف دول الناتو من الداخل إقتصاديا بإستخدام سلاح الغاز فقطعت الإمدادات النفطية عن أوروبا فتوقفت المصانع وتعطل الإنتاج ، وسياسياً بدعم الأحزاب السياسية المعارضة للأنظمة الحاكمة فصعد اليمين المتطرف في إيطاليا وألمانيا وفرنسا وتغيرت نبرة حكام أوروبا وقلت نسبياً خوفاً على كراسي الحكم
٥- بالنسبة إلى بولندا قامت روسيا بتحييدها بإشغالها مع بيلاروسيا روسيا حليفتها الرئيسيه فى حربها على أوكرانيا
٦- وأخيراً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية قامت روسيا بالنزول إلى كل معلب تلعب فيه الولايات المتحدة سواء في الخليج عن طريق إيران وصولاً إلى باكستان ، وفى البحر الأحمر عن طريق اليمن وجزيرة سومطرة ، حتى وصلت على مشارف الولايات المتحدة عن طريق كوبا بنشر الغواصات النواوية هناك .
وهنا تنتهى القصة وننتظر بداية فصل جديد ، لعل أن تعيها أذن واعية تسمع بعينها وتدرى بما يحاك من حولها .