الثلاثاء 15 يوليو 2025 01:02 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د .كمال يونس يكتب: الديودراما ( الدراما الثنائية)

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

الديودراما( الدراما الثنائية ) نص أو عرض مسرحي يؤديه شخصيتان ناطقتان، أو ميلودراما ( مشجاة ) مسرحية لممثلين أو مغنيين ، يُستخدم فيها الحوار المنطوق مع مصاحبة موسيقية لتعزيز التأثير الدرامي.
الديودراما المسرحية ثنائية الأداء، هي نوع مسرحي يعتمد على وجود ممثلين اثنين فقط على خشبة المسرح. الحوار: صياغة للمشاعر متناسب مع الحدث طولا أو قصرا ،عاطفة ،لا يسير على نمط واحد رتيب لكل شخصية على حدة يبرز مكامن الشخصيات بنقاط قوتها وضعهما وتحولاتهما في تصاعد وهبوط متناسق بين الشخصيتين وردود أفعالهما بحيث يحافظ على إيقاع ساخن للعرض يستولى على ذهن المتابع وإدراكاته ومدركاته في توتر وتشوق يدفع الجمهور للمتابعة بحرص ولهفة وترقب مع تلون حواري يعبر عن إنسانية الشخصيات بين القوة والضعف بين المغريات ومقاومتها ،بحيث يبرز الصراع الداخلي والخارجي لكل شخصية على حدة في مواجهة الشخصية الأخرى في إبراز الخاصة صراعيهما كل على حدة في مواجهة صراعات الآخر، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون المتفرج في حال قلقة يتعاطف في موقف ويرفض ويقسو في آخر بما يظهر له من تقلبات الشخصيتين الدرامية ، والرموز الأدائية وهنا يقع العبء الكبير على مباراة بين ممثلي الشخصيتين لتوظيف إمكانياتهما في الأداء الغير مبالغ فيه التشخيصي والتجسيدي صوتيا جسديا حركيا حتى التحكم في أدق الحركات والإيماءات خاصة لملامح الوجه ، على الممثلين بمساعدة باقي عناصر تشكيل الصورة المسرحية من صوامت ،( ديكور اكسسوارات ازياء والماكياج ، إضاءة متنوعة درجات الشدة من السطوع والخفوت وصولا للإظلام والظلال والبؤر الصوتية ،ونواطق حوار بإلقاء متلون متقن السكنات والوصلات والتسليم و التسلم بين الشخصيتين أو الممثلين، وموسيقى تصويرية للعرض وأغان معززة للأحداث بدراميتها ، وحركات الممثلين (الميزانسين) ،ولغة جسديهما وتحكمهما في دقائقها أن يسعيا إلى إنجاح تكوين صورة ذهنية سينوغرافيا ذهنية كمحصلة تفاعلية لسينوغرافيا العرض ومحصلة لتأثيرها فيه ، والديودراما جوهرها المميز الفاعل المشاعر والأحاسيس المتدفقة في توازن بين الشخصيتين المميزة في حصر ذهن وانتباه واهتمام الجمهور في إطار الشخصيتين وعالمهما وعلاقتهما وتطورهما ، ثم إن قلة عدد الممثلين على الخشبة يجبر الجمهور على التركيز بحميمية معهما أثناء العرض، ولذلك لابد من حبكة ذات تقنية عالية من أحداث وصراعات متصاعدة ذات ذروات جانبية متسقة الزمن الطول والقصر تتماسك مع الشخصية الأخرى يتحدان في النهاية، تتجلى في ذروة درامية تصل بالجمهور لنهاية العرض ،بعيدا عن فخ الثرثرة والترهل الحواري .

وعلى كاتب المونودراما أو الديودراما أن يراعى في كتابة المونودراما (عروض الممثل الواحد) نفس القواعد التي يراعيها في كتابة نصوصه بصفة عامة ،وفى عروض المونودراما أو الديودراما بصفة خاصة بصفة أكثر نظرا للاتهام الأزلي لها بأنها عروض الصفوة أو النخبة ، وليست لها أية جاذبية لدى جمهور المسرح العادي، أولا: استخدام قاعدة ال (5c)ومكوناتها: 1-compact /2- condensed
/3- concentrated/4- compatible/ 5-compliant ،أو بالعربية( الخمسة ميم ) أي 1ـ مضغوط الحوارات والأحداث، 2ـ مركز الموضوع محدد الهدف منعا لتشتت القارئ أو المشاهد ،3ـ مكثف الأحداث بعيدا عن الحشو والتلفيق ومكثف الشخصيات وهو ما يطلق عليه الاقتصاد فى الشخصيات ،4ـ مُطوَع مع إمكانية الأداء المسرحي وتقديمه كعرض مسرحي ،5ـ متوافق من حيث اهتمامات الجمهور والمؤلف بحيث يشعر الجمهور بأن المؤلف واحد منه يعبر عنه وهو لسان من ألسنة حاله بحيث تحدث حميمية بين الجمهور وموضوع العرض ، مطوع ييسر تعامل المخرج مع النص لقبول الجمهور وذائقته وخصوصيتها من مجتمع لمجتمع له كعرض مسرحي .

وعلى المخرج حسن اختيار بطلي العرض بحيث يكون مستواهما متقارب من حيث الإجادة والكفاءة لفنون الأداء التمثيلية ما يعزز بذل كل منهما قصارى جهده ليقدما عرضا فنيا احترافيا ممتعا أي مباراة تمثيلية ليس فيها خاسر أو كاسب بقدر ما فيهما متعة الممثلين بأدائهما ومتعة الجمهور فنيا وفكريا ليخرج عملا جماعيا .

2c891c6a57ec.jpg
6f6400c8bfed.jpg
e2da04e25e4b.jpg
دكتور كمال يونس الديودراما ( الدراما الثنائية) الجارديان المصرية