الخميس 15 مايو 2025 12:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب : زويل جديد (ياسمين يحيى مصطفى)

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

في اطار خوضنا معركة ضد تغييب الوعي وتلميع التافهين ، هل نستسلم لهذا الواقع الخطير ونترك له الساحة، ليرفع من يشاء من التافهين وغير الأكفاء، ويعلي من شأنهم لصالح تغييب المجتمع وتوجيه وعيه ومداركه لكل ما هو تافه غير ذي قيمة ، أنها ليست بمزحة أو مبالغة، أنها الحرب الفكرية والثقافية الموجهة ضد مجتمعاتنا ، وتحديدا تستهدفً أجيال المستقبل التي يتشكل وجدانها بشكل أساسي على هذا العالم غير المحدود عالم السوشيال ميديا، فعلينا أن نعتمد كافة طرق المواجهة الفكرية والثقافية والتسلح بنفس الأسلحة للمواجهة، فهي حرب أخطر كثيرا من الحروب العسكرية بالأسلحة التقليدية، لذا من واجبنا تسليط الضوء والحديث عن كل من يضىء لنا شعاعاً للأمل، ويحمل رسالة للتفاؤل ونبذ اليأس والحسرة على ما فات من زمن كان جميلاً بمعظم مفرداته، فقد أصيب البعض بنوع من الإحباط عنوانه الرئيسي (العملة الرديئة تكسب)، الرديء وإن كان خارجا عن المألوف أو متحديا للإطار العام للقيم والأخلاقيات التي تحكم المجتمع ككل، وما دون ذلك كان فقط هو الاستثناء وبقعة ضوء وسط الظلام ، بل باتت هجمة عالمية نالت من كافة المجتمعات والثقافات، وقلبت موازين الأشياء بفعل هذا العدو الخفي الذي غزا شعوب الأرض مخبئاً وجهه يتحكم بمقدرات البلاد وحظوظ العباد تحت مسمي السوشيال ميديا ،ومن جديد نعاود الحديث عن نموذج مصري مضيء لينضم لقائمة المصري الأصيل ،الشعب المتعلم المحافظ علي حضارته وثقافته ، إنها "ياسمين مصطفى يحيى " ، بنت محافظة دمياط النابغة التي أصبحت حديث العالم أجمع، رغم أنها لم تتصدر قائمة التريند، ولا يعلم عنها شباب مصر شيئا، ياسمين كانت طالبة مصرية في المرحلة الثانوية وباحثة في مجال العلوم والتكنولوجيا، اشتهرت باختراعها لجهاز يعمل على تبخير المياه على حرارة حرق قش الأرز وتوليد الطاقة، كرمتها وكالة ناسا الأمريكية للفضاء بإطلاق اسمها على أحد الكويكبات المكتشفة تكريمًا لجهودها في مجال علوم الأرض والبيئة. وقد توفي والدها واكملت والدتها مسيرة تربيتها هي واخواتها. ، وحصلت على المركز الأول على محافظة دمياط في السادس الابتدائي، والمركز الثاني في الثالث الإعدادي ، بعد تفوقها في المرحلة الإعدادية بات يراودها حلم التميز والالتحاق بمدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا ورغم كل المعارضات التي واجهتها في الانتقال من القرية إلى المدينة نجحت في اقناع اسرتها بالانتقال إلى القاهرة واستطاعت مواجهه التحديات التي واجهتها والتي لم تجعلها تتراجع عن حلمها ،حصلت على جائزة المركز الأول عن فئة علوم الأرض والبيئة في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة عام ٢٠١٥ ،وعمرها ١٧ عاما من بين 1700 متسابق من أكثر من 78 دولة، بمسابقة كان بعض أعضاء لجنة التحكيم بها من الحائزين على جائزة نوبل ، لتصبح ياسمين الشخصية العربية الوحيدة التي تحصل على هذه الجائزة منذ انطلاقها، والتي تعد من أكبر وأهم الجوائز العالمية التي يتم تخصيصها للمشاريع العلمية الواعدة ،نتيجة اختراعها لجهاز يعمل على تبخير المياه على حرارة حرق قش الأرز على درجة حرارة تصل إلى 120 درجة مئوية وتمرير الغازات الناتجة عن الحرق على طحالب لتنتج بايو ديزل وزيت واستغلال الغازات الناتجة بعد ضغطها في توليد أنواع الطاقة المختلفة واستغلال رماد القش في صناعات متعددة مثل الاسمنت والسماد والعضوي وتم تقديمه في مشروع أطلق عليه (القوة الكامنة في قش الأرز)، تلقت ياسمين عدة عروض من دول اجنبية لتنفيذ مشروعها ولكنها رفضت وأصرت على تنفيذ مشروعها في مصر ، وقد تم اطلاق اسم جدها الأكبر (مصطفى) على أحد الكويكبات المكتشفة حديثا تقديرا لها على مجهودها في مجال البحث العلمي في مجال علوم الأرض والبيئة وأعلنت وكالة ناسا أنها سمت الكويكب الجديد بـ« مصطفى 31910» ها هي ياسمين رغم حداثة سنّها، تُدعى لتُحاضِر فى أكبر المؤتمرات والمحافل العلمية الدولية فى مختلف دول العالم، وتنهال عليها العروض من شركات أوروبية وأمريكية للعمل لديها كباحثة ، وقد أصدرت مؤسسة هاينمان الامريكية كتابا باسمها يحكي قصة نبوغها، وزع منه مليون نسخة علي طلاب المدارس الأمريكية ، لكنها تأملُ ونأملُ معها، أن تتبنى الدولةُ المصرية تلك المشاريع الطموحة التى تُثرى الوطنَ فى جمهوريتنا الجديدة، كما تعمل حاليا علي اكثر من مشروع علمي، إذ نتطلع قريباً إلي ان تكون خلفاً للعالم الجليل الراحل أحمد زويل، متمنين لها دوام التوفيق والتقدم، لتكون نموذجاً مصرياً جديداً يضىء في سماء العالم .