الدكتور رضا محمد طه يكتب : الشعور بالوحدة يجلب الكوابيس


أحياناً تفرض الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية علي البعض أن يعايش مشاعر الوحدة حتي لو كان يعيش وسط أهله إما بسبب اضطرابات نفسية أو اختيار شخصي جراء ما لاقاه من خذلان وإحباط من البعض أو التقدم في العمر ما يجعل الكثير ينفضون من حوله حتي من الأهل بسبب مشاغل الحياة أو تهربا من المسؤولية تجاه كبار السن واحيانا جحود وأمية مشاعر من الأبناء.
دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة علم النفس واجراها باحثون جامعة ولاية اوريجون كشفت نتائجها عن التداعيات التي تأتي بسبب مشاعر الوحدة وأبرزها أن ضحايا الوحدة يكونوا أكثر عرضة لرؤية أحلام سيئة وكوابيس مرعبة بما يجعل من تلك الدراسة من الأهمية بمكان بحيث تسلط الضوء على اضطرابات النوم بسبب الشعور بالوحدة والمشاكل الصحية الخطيرة المترتبة على ذلك بما فيها خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة .
من العوامل المعروفة من قبل والمرتبطة بالكوابيس هو الإجهاد والتوتر ، إضافة إلى الوحدة والتي تزيد من سلوكيات مثل التأمل والقلق والتوتر والإثارة المفرطة وهي حالة من اليقظة والتركيز الزائدين وتلك حالات ذهنية مرتبطة بالوحدة. هذا وكشفت الدراسة عن مخاطر قلة الاتصال والتواصل البشري تفسيراً للنظرية التطورية للوحدة والتي تفترض أن الشعور بالانتماء ضمن مجتمع ضروري لبقاء الإنسان حيث العلاقات الشخصية تمثل حاجة إنسانية أساسية للغاية وغيابها تعرض الأشخاص لمعاناة جسدية وعقلية واجتماعية تماماً مثل المعاناة من الجوع والارهاق عندما لا يحصل الشخص علي ما يكفي من السعرات الحرارية أو النوم اي أن الشعور بالوحدة مثل العافية المنقوصة نتيجة صدمات يتعرض لها الإنسان وتتمثل في ضعف النوم والكوابيس.
من خلال الاختبارات التي أجريت كشفت النتائج أن الافتقار إلي التواصل يساوي الضرر الناجم عن التدخين ومن ثم خطر الوفاة المبكرة بنسبة أكثر من 60% وخطر أمراض القلب بنسبة 29 % والسكتة الدماغية بنسبة 32% والخرف بنسبة 50% في كبار السن وكذلك يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالآخرين الذين لا يشعرون بالوحدة ابدا ، والعلاج في ضرورة التواصل والتفاعل المجتمعي وتكوين صداقات وتلك مفاتيح منع الكوابيس ويساعد التواصل الاجتماعي أيضا علي النوم الجيد وتحسين الحالة المزاجية والتمثيل الغذائي والعديد من جوانب الرفاهية الأخري.