الإثنين 21 أبريل 2025 01:38 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : البرتقال يخفض من خطر الإصابة بالإكتىاب

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

الاكتئاب هو اضطراب شائع في الصحة العقلية ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإنه يؤثر على حوالي 50% من البالغين في جميع أنحاء العالم بما يقدر بنحو 280 مليون شخص حول العالم، ويوجد انواع مختلفة من الاكتئاب، مثلا اضطراب الاكتئاب الشديد والمستمر حيث يستمر مدة عامين على الأقل. توجد أسباب عديدة لهذا المرض جنباً إلى جنب مع وجود عوامل خطر وراثية وبيئية والتاريخ العائلي والتغييرات الهرمونية، ومن أسبابه أيضاً الضغوط النفسية والاجتماعية والامراض المزمنة والاجهاد المستمر ، والتي تعمل جميعها كمحفزات مؤدية إلي نوبات اكتئاب شديدة ومتكررة. ومعروف أن الاكتئاب غير المعالج بشكل كاف يزيد من خطر الوفاة، ليس فقط من الانتحار ولكن من الأمراض المصاحبة.

يوجد علاجات وأدوية تساعد العديد من المصابين في التغلب على أعراض المرض وإدارته ، لكنها لا تكون فعالة بشكل متساوي لدي جميع المرضى، مما دفع الباحثون سعياً لإيجاد طرق جديدة في العلاج وتخفيف الأعراض عن طريق التدخلات الغذائية وتغيير نمط الحياة مثل النشاط البدني والنوم السليم. من ضمن تلك المقترحات لتحسين أعراض الاكتئاب هو إتباع أنظمة غذائية صحية غنية بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة. في هذا السياق أشارت دراستين نشرتا في مجلة نيتشر كوميونيكاشن 2022 أن هناك 13 نوع من البكتريا في ميكروبيوم الأمعاء مرتبطة بالاكتئاب، حيث تفرز بعضها مواد تقلل من الالتهابات وتزيد من نشاط خلايا المخ والأعصاب، لذلك التغييرات الغذائية نحو تناول الألياف وتقليل السكر لزيادة تنوع البكتريا مما يؤدي إلي تحسين المزاج وتخفيف أعراض الاكتئاب، ونظرا للتأثير المتبادل بين المخ والميكروبات الطبيعية بالجسم وخاصة في الأمعاء وغالبيتها من البكتريا إضافة إلى فيروسات وخمائر واوليات وتسمى جميعا بالميكروبيوم.

دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة ميكروبيوم Microbiome، كشفت نتائجها أن البرتقال كغذاء يساعد في تقليل خطر الإصابة بالإكتىاب. من خلال التسلسل الجينومي لعينات براز المشاركين وجد الباحثون علاقة بين تناول الحمضيات ووفرة التنوع البكتيري لأكثر من 15 نوعاً في ميكروبيوم الأمعاء بما في ذلك النوع المفيد جدا وهو فيكاليباكتيريوم براوزنيتزي F.prausnitzii حيث تساعد في تقليل الالتهاب ودعم الجهاز المناعي، ويساعد تناول الحمضيات أيضا في علاج القولون العصبي ومرض السكر من النوع الثاني. وقد وجد فريق البحث بأن تناول برتقالة متوسطة الحجم يوميا يقلل من الإصابة بالإكتىاب بنحو 20% من خلال التأثير على مستويات الناقلات العصبية السيروتونين والدوبامين عبر مسار ايضي يسمي S-adenosyl-L وmethionine cycle I هذا المسار يعلب دوراً كبيراً في إنتاج الناقلات العصبية.

المهمومين أو المكتئبين يجب عليهم زيارة الطبيب المختص بالاضافة الي الرضا بالقضاء والقدر والصبر لأن ذلك من عزم الأمور مع ودوام ذكر الله من أجل أن تبقى قلوبهم مطمئنة كي يعيشوا في طمأنينة وتغمرهم السكينة ويغشاهم الأمن والسلام حتى لو عصفت بهم الدنيا أو اختبروا بأشد الابتلاء، حيث قال تعالى في سورة الرعد "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب ". ويقول السيد المسيح "طوبي للحزاني لأنهم يعتزون " (مت 4:5) والمقصود أن المتألمون الذين أصبحت حياتهم شقية وتعيسة فإن الله يعزيهم ويمنحهم السلام. في المقابل فإن الأشخاص الذين تلهيهم الدنيا عن الآخرة ويتكالبون علي حطامها او حتى الساخطين على اقدارهم وكذلك الذين يعرضون عن ذكر الله فقد ينتهي بهم الأمر لحياة تسرق فيها أعمارهم دون التمتع بما جمعوه بعيدة عن راحة البال او السعادة، وفي هذا يقول تعالى في سورة طه "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم القيامة اعمي" صدق الله العظيم.