الثلاثاء 13 مايو 2025 06:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : لقاح لمرض الزهايمر أصبح وشيكاً

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

يسعي باحثون بقسم الوراثة الجزيئية والاحياء الدقيقة في كلية الطب بجامعة نيو مكسيكو لإيجاد لقاح متطور يقاوم تراكم بروتين في الدماغ يسمي "تاو" مرتبط بالخرف المؤدي للزهايمر ، حيث يحاول هؤلاء الباحثون إجراء التجارب السريرية على البشر بعدما وجدوا استجابة مناعية قوية ومستدامة عند اختبار اللقاح التجريبي للزهايمر في الفئران والرئيسيات مثل قرود المكاك والتي تتشابه أنظمتها المناعية وادمغتها مع البشر مما يعطي دلالة على اقتراب تحقيق ذلك النجاح علي البشر، ونشرت نتائج الدراسة مؤخرا في مجلة "الزهايمر والخرف : مجلة جمعية الزهايمر ".

معروف أن بروتين تاو هو بروتين طبيعي يعمل على استقرار الخلايا العصبية، وعندما يتعرض لعملية الفسفرة يحدث له تدمير وتشوه ومن ثم يتسرب إلى خارج الخلية مكونا تشابكات عصبية مسببة الزهايمر وأمراض تنكسية عصبية أخري ، والتي يتم علاجها بالعديد من العلاجات الجديدة والمعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تساعد هذه العلاجات على التقليل من مستويات بروتين آخر يسمي "بيتا اميلويد" مرتبط بالزهايمر، عموما فإن تأثير هذه العلاجات محدودة في إيقاف تطور المرض مما دفع الباحثون إلي التركيز على بروتين تاو كخيار افضل في علاج الزهايمر، وفي هذا السياق طورت جامعة نيو مكسيكو علاج مناعي جديد عبارة عن أجسام مضادة تستهدف منطقة من بروتين تاو تسمي pT281 وهي تمثل علامة حيوية علي مرض الزهايمر.

قام فريق البحث باختبار الأجسام المضادة للعلاج الجديد والتي تم إنتاجها في القرود بعدما حقنت بلقاح بروتين تاو، والتي أثبتت فعاليتها في الارتباط بعينات من بلازما الدم مأخوذة من أشخاص يعانون من ضعف ادراكي خفيف وهو مقدمة لمرض الزهايمر الكامل، وكذلك في المصل لأنسجة المخ لأشخاص ماتوا بسبب الزهايمر حيث وجد الباحثون أنها مرتبطة بالنسخة البشرية من بروتين تاو. قام فريق البحث بتحميل بروتين pT181 علي جسيمات شبيهة الفيروسات VLP وهي عبارة عن هياكل فيروسية منزوعة الحمض النووي لذا فهي غير ممرضة، بحيث تلتصق تلك البروتينات علي الجسيمات شبيهة الفيروسات بحيث تجعل البروتينات مرئية للخلايا المناعية والتي تتعامل معها على أنها اجسام غريبة (انتيجينات) وينتج عن ذلك أجسام مضادة طويلة الأمد ومستدامة في قدرتها مقاومة الزهايمر فضلا عن أن هذا اللقاح التجريبي يعزز الاستجابة المناعية وأثبت سلامته للاستخدام البشري.