إلى معالي وزير الصحة، ومعالي وزيرة التضامن، وسيادة محافظ الجيزة:
ميلاد يونان يكتب : هل يتحوّل غسيل الكلى في المستشفيات الحكومية إلى اختبار يومي لصبر المرضى؟


في وحدات الغسيل الكلوي بالمستشفيات الحكومية، مأساة متكررة لا تُرى إلا كأرقام صامتة في تقارير روتينية.
مئات المرضى من محدودي الدخل يواجهون مرضًا مزمنًا في ظل عجز حاد في الرعاية، ونقص فاضح في المستلزمات، وسوء تنظيم لا يليق بدولة تحترم مواطنيها.
في مستشفانا يغيب الأخصائيون الاجتماعيون المؤهلون، رغم دورهم الحيوي في جذب الدعم وتنظيم التبرعات بعدالة تحفظ كرامة المريض الغير قادر. وفي المقابل، يضطر المرضى – حتى من هم على نفقة الدولة أو التأمين – لتحمّل نفقات العلاج من جيوبهم، لأن المستشفى لا يملك ولا يوفر .
أما المساعدات، (اذا شاءت الاقدار وجاءت في احدي المناسبات علي مدار العام) ، فتوزّع بعشوائية قد تصل حد الإهانة!! ـ مظروف مالي لمريض،!! وورقة نقدية مكشوفة لآخر،!! في مشهد أقرب للإحسان العشوائي لا يراعي كرامة ولا مساواة. فيتردد همسًا – وهو الأخطر – أن هناك تمييزًا في التوزيع على أساس الديانة أو المعرفة، أو المظهر او المجاملة، وسط غياب كامل للرقابة، مما يُفقد هذه المساعدات روح الكرامة والمساواة، ويجعل المرضى المهمشون يشعرون أن ما يُمنح لهم هو منّة وليس حق. وهكذا يتحول دعم ضروري إلى شعور بالإذلال بدلًا من الشعور بالعزة ..
والأدهى: إصرار بعض إدارات المستشفيات على إخفاء مصدر التبرعات، وكأنها أسرار عسكرية، بينما من حق المريض أن يعرف مصدر التبرع او الاعانة و من يمد له يد العون، وأن تصله المساعدة بكرامة وبلا إذلال.
نداءنا:
• إلى معالي وزير الصحة: أين الرقابة على وحدات الغسيل الكلوي؟
• إلى معالي وزيرة التضامن: أين المتابعة لآليات توزيع التبرعات؟
• إلى سيادة محافظ الجيزة: هذه الانتهاكات تحدث في نطاقكم… أين موقفكم منها؟
نطالب بلجنة رقابية مستقلة، وبوجود أخصائي اجتماعي مؤهل في كل وحدة، وبالشفافية الكاملة في مصادر التبرعات وتوزيعها.
لأن ما يجري ليس مجرد قصور… بل جريمة أخلاقية صامتة تُرتكب بدون حساب.
ـــــ ناشط حقوقي ـــــــ