الأحد 8 ديسمبر 2024 10:55 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

دكتور كمال يونس يكتب : عيون القلب

الدكتور كمال يونس
الدكتور كمال يونس

سهرة في حي الحسين بمقهى شهير جمعت بين ثلة من المثقفين ،الأدباء، الشعراء ومريديهم. على اختلاف أطيافهم الفكرية ، تألق ،أبدع ،متحدثا داعيا إلى أعمال العقل ،فخورا بالنظريات الإلحادية التي تلقفها أثناء دراسته بفرنسا وروسيا، منكرا لوجود الله ، وكيف أن الطبيعة هي من أوجدت الخلق ، لايقطع إنصاتهم له إلا مجذوب يروح ويجيء،يقف متأملا إياه ، يضحك مقهقها أو ضاربا كفا بكف ،أو هازا رأسه في أسف خاصة بعد انتهائه من فقرات حديثه ، الرجل يسترسل ،لا يعيره أي اهتمام ،تتعالى أصوات تواشيح صلاة الفجر ،قاموا متأففين ، مر بالمسجد يقطع سيره توافد الناس من كل اتجاه نحو المسجد، ارتطم بنفس المجذوب ذي القهقهة،وقعت نظارته سميكة الزجاج على الأرض ،وقف حائرا ، التقطها المجذوب ، ربت على كتفه ،ممسكا النظارة بين يديه ،ماذا تفعل بها ؟!!!،لاجدوى منها ، أيها المسكين نعم هي نظارة للبصر ، ولكنك في حاجة لنظارة البصيرة ، الأولى بها عين قلبك ،أفق،الكون كله مرايا،وحبيبي ظاهر فيها، ناوله النظارة ،وضعها على عينيه ، يحاول رؤية ذلك المجذوب ولكن هيهات ،لقد ذاب وسط جموع المتوافدين لصلاة الفجر ، حاول أن يسير في اتجاه العودة لداره ،لم يستطع ، انتابته نوبة بكاء شديدة ، توجه لميضة الجامع ، دخلها ليغتسل ،ويتوضأ متوجها للمسجد.