الثلاثاء 8 يوليو 2025 07:45 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

# بين السطور

الإعلامية الكبيرة منى بارومة تكتب : العمر لحظه !!

الإعلامية منى بارومة
الإعلامية منى بارومة

*انتشرت رساله موجعه علي الفيسبوك ارعبتني  وأكدت لي ان القادم صعب قبيح ..انتهي عصر الاهتمام الأسري والحديث الذي كان يجمعنا كاسره حول الاب والام ماذا كان يومك ويومي وجلسات دافئه ولمه العيله  وحنان الام والاب وانتهي عهد اليوم العائلي .ان الإهمال في المشاعر أصبح يسيطر علي الأبناء وكذلك الانانيه  والجحود  .أصبحت الام  مضغوطه في كل الأحوال كل هدفها ان ترضي هذا وتدلل ذاك وكأنها تنسوا كلمه حب لحظه عطف او حتي قبله او حضن من الأبناء ولكن الحياه سريعه وتروسها تاكل الأخضر واليابس من المشاعر وكل فرد لا يفكر الا في نفسه  ويتعامل مع منزل الاسره كأنه اوتيل للنوم والاكل والراحة وقضاء كل متطلباته  والام هي الوحيده التي تقوم بدور الآله لإرضاء الجميع وممنوع عليها أن تشكو او تغضب او تمرض واذا مرضت تتعامل مع مرضها في هدوء وصمت بنفسها دون أن تطلب حتي لحظه تعاطف او حنان او حتي سؤال انه التجاهل القاتل وعدم الاهتمام .في مقالي السابق كنت اتمني ان يكون لأصحاب الهياكل العظميه بمحرم بك ابناء ليكتشفوا وفاتهم  بدلا من مرور سبع سنوات ولم يكتشف أحد وفاتهم غير بالصدفه لعصابه سرقه العقارات المغلقه لسنوات دون أصحاب ويلملمون رفاتهم وعظامهم  وتلقي  في القمامه ياااه انه الوجع .لكن سرعان ماانتشرت الرساله هذه بطله المقال كي تجعلني في صدمه وخوف من القادم ولذلك سأضع الرساله كما هي وكماانتشرت باسم صاحبتها وهاهي:
الحقوا اللي بتحبوهم قبل ما يروحوا منكم  
منقول : Amal Abdelrazek
انا حاسه اني حاموت من الوجع والحسره .انا حاحكي حكايتي يمكن حد منكم يلحق نفسه قبل ما يحس ويعيش في اللي انا فيه .. انا مامتي ماتت .. وماتت معاها كل حاجه حلوه في حياتي .. امي ماتت لوحدها .. في صمت والم وكأنها عايشه لوحدها رغم انها عايشه معانا في البيت انا وبابا واخواتي .. امي ست جميله وشابه عمرها 53 سنه جميله ورشيقه و انيقه ولو شفتها تقول لسه عروسه .. كل يوم تلبس وتروح شغلها  في وظيفه محترمه  وترجع تشوف بيتنا وحياتنا.. من كام شهر وهي بتشتكي انها دايما تعبانه ومرهقه .. واحنا كل واحد مننا في دنيته وشغله وكليته ومواعيده ولا حد واخد ياله .. ماما بقت تحجز عند دكاتره وتنزل تروح لوحدها و لما تحكي لنا نسال بيساطه وقال لك ايه الدكتور ؟.. ترد طلب تحاليل واشاعات .  ماما تروح تعملهم لوحدها برضه .. واحنا مشغولين في دنيتنا .. وتحكي  لنا هي تحاليلي ملخبطه  والدكتور كتب لي ادويه .. وكلنا شايفين عادي .. يعني حاجه بسيطه يا ماما .. ماما تسكت .. تاخد الدوا ..  وتلبس وتروح شغلها .. وتروح تاني للدكتور بر ضه لوحدها .. وتروح تعمل التحاليل لوحدها .. وتروح شغلها وترجع تشوف حياتنا وحياتها . وفي الوسط تشتكي انها تعبانه .  واحنا برضه عادي شويه وح تتحسني .. ماما تعبت في الشغل و روحت وقالت حتاخد كام يوم اجازه علشان تعبانه والدكتور قال لها تستريح وهي حاسه انها مش قادره .. ارجع من الشغل الاقيها نايمه .. انت نمتي يا ماما . طيب خليكي مستريحه .. بابا واخواتي الولاد ينزلوا الشغل والكليه و يرجعوا يلحقوا مواعيدهم  . وهي نايمه . يمكن تعبت وبتستريح عادي .. اريع ايام وما حدش عارف هي بتصحي امتي ولا هي بتستريح شويه .. لغايه ما رجعت يوم كالعاده لقيتها نايمه .  عادي سبتها ودخلت اوضتي اشوف فيلم زي العادي . اخويا الصغير في اودته بيلعب بلاي ستشن .  بابا رجع بالليل من الشغل فكرها نايمه .. بس ماما كانت ميته في سريرها لوحدها و ماحدش مننا حاسس .  ماما ماتت من غير ما نفكر كلنا نوديها للدكتور او نلحقها من تعبها او نخفف المها .. ماتت وهي مش قادره تقوم تشرب واحنا مش حاسسين علشان الشغل ومواعيد اصحابنا و وحياتنا اللي ما فيش وقت فيها نشوفها مالها .  ماما ماتت وسابت لي وجع والم وحسره واحساس بالذنب .  كلنا حاسسين اننا مجرمين قتلناها باهمالنا و تجاهلنا .  احنا بقينا مش قادرين نبص في وش بعض .  في العزاء بابا ييقول للناس هي كانت عيانه بقالها فتره !! بابا بيداري علي جريمتنا في حقها .. ولما هو عارف انها عيانه ليه مافكرش يروح معاها لدكتور !! ليه ما فكرش يقول لنا ويلمنا حواليها !! بقيت مش طايقه اشوفه او اسمع مبرراته وكلامه .. احنا ايزاي بالقبح والقرف ده !!! بنت وولدين شباب و باباهم عايشين معاها في نفس البيت وشايفينها رايحه جايه علي الدكاتره وماحدش فكر مره يساعدها او يهتم بيها .. اللي عرفته انها كان عندها اضطراب في حاجات في جسمها وانها كانت محتاجه تتعالج ومتابعه وان اجهزه جسمها اختلت وما حدش اسعفها . ده حصل علي مدار شهور و اخد وقت طويل  واحنا مش حاسين او مش مهتمين !!! يا جماعه سيبوا الموبايل والبلاي استشن .  حسوا ببعض.. اهتموا بامهاتكم قبل ما تفقدوهم وانتوا مقصرين في حقهم .. ماما سابتنا لشغلنا و مواعيدنا واصحابنا ومشيت .. الدنيا وحشه اوي بعدها .. والاوحش احساسي اد ايه هي كانت بتتالم ومحتاجه رعايه وما لقيتهاش من اقرب الناس ليها .. نفسي ترجع وتسامحني .. نفسي ترجع واروح معاها للدكتور .. واخد بالي منها .. ماما 
ماتت .. وانا باموت كل لحظه من الالم والحسره .. سامحيني يا ماما
هذه هي الرساله ونهايتها لعله درس حافظوا علي اللي بيحبوكم قبل مايرحلوا في هدوء  ولايبقي غير الندم.