السبت 27 يوليو 2024 09:02 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب : الخطاب الديني في رمضان

 الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

مع قدوم شهر رمضان نعلم أن النفوس تكون أكثر شفافية عن غيره من الشهور ، وأن العقول والقلوب تتعلق بكل عمل صالح في رمضان، وأن النفس تهفو ان تنال عفو الله ورحماته في هذا الشهر الكريم، لذا ندائنا إلى أئمة وخطباء المساجد بمناسبة قرب حلول الشهر المبارك، نتمني أن يكون الخطاب الديني هذا العام لعامة المسلمين مميزًا ومختلفا عنه في الأعوام الماضية ، فلا داعي لتركيز الحديث المكرر عن الشهر الفضيل فقط ، نعلم أنكم تتناولون كثير من الموضوعات علي منابركم على مدار العام، لكن المطلوب اليوم ان تخاطبوا الناس بما يهمهم ويشغلهم من قضايا ومشكلات مجتمعية، علموهم أن الدين المعاملة وليس مجرد شعارات وأداء فرائض كالصلاة، والصيام، والحج، ونطق للشهادتين فقط ،أوصوهم بصلة الأرحام، وبر الوالدين ، اوصوهم بحقوق الجار حتي لو كان غير مسلم، اخبروهم أن من يمنع اخوته من الميراث، أو يأكل حقهم فيه، حقوقُ العِباد لا تسقط بطـول قِيام و لا حُسن صيام ولا بألف ختمةٍ للقران، ولا حج أو زكاة ٠اخبروهم أن من عليه مظلمة فليردها إلى أهلها، وعليه التوبة منها قبل أن يزكي ويتصدق من ماله، اخبروهم أن المال الحرام لا تقبل منه زكاة ولا صدقة ،اخبروهم ان الافطار علي مال مغتصب او مكتسب من حرام ، لا جزاء عنه، اخبروهم عن حرمة المال العام، وحرمة نهبه واختلاسه واستغلاله بغير حق، علموهم ان للطريق العام حرمة وحق يجب احترامه ، ذكروهم بمسؤولياتهم تجاه أبنائهم، ومسؤوليتهم عن تصرفاتهم ، فكل راع مسئول عن رعيته، ذكروهم بحرمة احتكار البضائع والسلع ، ورفع الاسعار والتربح غير العادل ، اخبروهم أن مظالم العباد لا فكاك منها إلا بالتوبة ، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، اخبروهم بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، والرفق بالحيوان صدقة، وسرور تدخله على قلب اخيك المسلم صدقة، اخبروهم بما يفيد وينمي المجتمع، ويزيل الأحقاد والضغائن من النفوس، فالقائمة تطول وتطول بالأهم ثم المهم لكي يصلح المجتمع و يهنأ الناس بالحياة الكريمة وتتحقق الغاية من الصيام ، بشحن بطارية المسلم بطاقة إيمانية عظيمة تمتد طوال العام ، تغير من سلوكه وخلقه ، كما أود لفت انظاركم إلى أن قولي : بعدم قبول العبادات من العبد العاصي ليس علي إطلاقه، وإنما هو للمبالغة وهذا لا يمنع من التأكيد على أن التمادي في عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وأكل الحقوق، وغيره من المعاصي ، لا يتسق مع أداء الفروض والعبادات من صلاة، وصوم، وحج، وزكاة على وجهها الصحيح ، وكل عام وامتنا الاسلامية بخير وسلام .