شيرين عجيز تكتب: فوضى الاعلام فى مصر


قبل دخولى الوسط الإعلامى قبل سنوات ،كنت -ومازلت- اؤمن ان ممارسة الصحافة او الإعلام للموهبين فقط ،وان الكفاءة هى المعيار الوحيد الذى يحدد قيمة ومكانة كل إنسان ارتضى ان يمارس اقدس مهنة فى الوجود .
كنت انظر لنجوم الإعلام نجوى ابراهيم واحمد سمير وملك اسماعيل وايناس جوهر وفايز الزمر وعمر بطيشة ومحمود سلطان ومفيد فوزى وهند رشاد ودرية شرف الدين على انهم المثل والقدوة لى . ولكن صدمتى كانت كبيرة جدا بعد بدء مشوارى الصحفى والإعلامى بوقت قصير ،وجدت حالة من الفوضى غير الخلاقة ،مهزلة بكل المقاييس، عبث بلا حدود ،
اصبح الإعلام مجال طارد للموهبين والمبدعيين الحقيقيين ،لم تعد الموهبة والكفاءة هى معيار الاختيار ،بل هناك معايير اخرى يتم الأختيار على اساسها ليس من بينها الموهبة .
اصبح المجالان مستبحان مع سبق الإصرار والترصد ،اصبح من السهل ان تجد حلاقا يتحول فجاة إلى إعلامى او بنت من بنات الشوارع مذيعة او صحفية
،فالقنوات لم تعد تبحث عن مذيعيين مثقفين ويتمتعون بكاريزما خاصة او لباقة بل رفعت شعار : (ادفع واطلع على الشاشة) ,فأصبح يحاصرنا على شاشات الفضائيات سباكين وسائقى الميكروباص وبنات ليس لهن علاقة بالمهنة ،ممن يشترون وقت ، فشاهدنا المذيع الأخنف و الأمى ،بلا روح ولا ملامح ولا شكل ولامضمون ولا حضور ولا يحزنون .