وجيه الصقار يكتب: كليات التربية تحت التهديد!


يُطالب البعض بإلغاء كليات التربية، مما يكشف عن جهل بشع بأهمية هذه الكليات فى نهضة وصناعة جيل قوى علميا وثقافيا ينهض بالبلد، ونجد مبرر الإلغاء، لوصفهم تدهور مستوى الخريجين وضعف الإمكانات للنهوض بهم، وغياب التدريب العملي الجاد وجودة الخريجين كما يلتحق بها أصحاب المجموع الأقل، واتهام هذه الكليات بأنها لا تواكب تطورات التعليم الرقمي، ومهارات القرن 21 (الذكاء العاطفي، التعليم التكنولوجي، التعلم النشط...). ويرى الدكتور رضا القاضى أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة حلوان أن المشكلة ليست فى الكلية أو الطالب لكن برامجها تحتاج تطويرا، فالحل ليس الإلغاء، فليس قتل المريض هو الحل، بل يجب علاجه, بالإصلاح الجذري بدءا من اختيار العناصر الأفضل باختبارات شخصية ومقابلات. وكذا تطوير المناهج وتحديثها لتواكب التكنولوجيا والمهارات المستقبلية. فضلا عن التدريب العملى والاحتكاكً بالحياة التعليمية. وربط التخرج بالحصول على "رخصة معلم" بعد اجتياز اختبار كفاءة، فضلا عن ضرورة تحويل كليات التربية إلى مراكز متفاعلة مع مشكلات التعليم، لتطوير المناهج وطرق التدريس لتخريج معلم قادر، مفكر، وقائد تربوى، أما إلغاء تلك الكليات، فتلك جريمة قومية غير مسبوقة، لأن تحويلها لدراسات عليا يعنى إغفال الجوانب التربوية التجريبية** كثير من التساؤلات حول مشروع إلغاء 31 كلية تربية تكشف الجهل الفادح لدى البعض، فإن دورها هو صناعة أجيال ومعلميهم، وتزوّيدهم بالعلوم والمعارف التربوية، والنفسية، والمنهجية للنهوص بالشخصية المصرية، بتحسين جودة التعليم وتطوير المهارات التربوية، والكليات فى ذاتها مراكز بحثية لتطوير التعليم، ومواجهة صعوبات التعلم المتنوعة بين أفراد الجيل، وبتطوير المناهج، والتعليم الإلكتروني، فهى تلمس المشكلات الواقعية في النظام التعليمي المصرى وتعالجها بالدراسات البحثية والعليا وفى داخل المدارس، وكليات التربية تتميز بدمج الجانب العلمى مع المهارات التربوية، مما لا يمكن تعويضه بدورات قصيرة او دراسات عليا عامة.