المحلل السياسي محمد الشافعى يكتب : مأسأة فلسطين....ابادة شعب وموت ضمير
** عالم ما بعد السابع من أكتوبر
منذ ذلك اليوم المصيري في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" ، انقلب العالم رأساً على عقب ، لكن المفارقة الأكثر إيلاماً هي كيف تحولت أنظار العالم من الصراع نفسه إلى الفظائع التي ترتكب بحق المدنيين العٌزل في غزة ، لقد أصبح المشهد الدولي ساحة صراع بين ضمير إنساني ينبض بالتظاهرات والاحتجاجات، وآلة حرب إسرائيلية لا تعرف الرحمة، ومنظمات دولية عاجزة تترنح بين المبادئ والواقع السياسي المخزى .
**المشهد الإنساني الكارثي في غزة
تشير الأرقام إلى أن الحرب تسببت في استشهاد أكثر من 72,461 فلسطينياً في غزة وحدها بحسب وزارة الصحة الفلسطينية ، بينهم 18,000 طفل و214 رضيعاً .. لكن الأكثر إثارة للغضب هو أن أكثر من 200 فلسطينياً ماتوا بسبب المجاعة وسوء التغذية منذ أكتوبر 2023 ، في مشهد يعيد إلى الأذهان أسوأ كوارث الإنسانية.
** الوضع في غزة تجاوز كل حدود المعاناة الإنسانية:
- كارثة غذائية: 5 من كل 10 عائلات تعاني من انعدام الأمن الغذائي
- انهيار صحي: نسبة العجز في المستهلكات الطبية وصلت إلى 85%
- حصار خانق: لشعب لايملك منزلا ولا عملا ولا تعليما ولا لقيمات تسد جوعه ومازالت اسرائيل تضرب حصارا على هذا الشعب المسكين .
** " الأسوأ أن المجتمع الدولي غير منزعج من الظروف غير الصالحة للعيش في قطاع غزة، أو حقيقة أن جيلاً كاملًا نشأ معزولًا عن العالم" .
** صرخات العالم: بين التظاهرات والرقص على الجثث
في مشهد متناقض، خرجت مظاهرات حاشدة في كل أنحاء العالم:
- *في تونس*: احتشد المئات في "حصار السفارة الأمريكية" مرددين "الجريمة صهيونية والقذيفة أمريكية"
- *في البوسنة*: مسيرة إلى النصب التذكاري للأطفال حاملين لافتات "غزة تتضور جوعاً والعالم يكتفي بالمراقبة"
- *في إسطنبول*: مسيرة ضخمة من مسجد بربروس باشا إلى القنصلية الإسرائيلية تحت شعار "لا مستشفيات ولا أدوية في غزة، بل هناك مجزرة"
- *في ميلانو*: احتجاجات ضد حكومة إيطاليا لرفضها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
- *في فانكوفر*: متظاهرون يحملون أكياس الطحين رمزاً للتضامن مع جوع غزة
*- مظاهرات فى أمريكاوأوروبا تندد بالإبادة لشعب أعزل
لكن هذه التظاهرات، رغم ضخامتها، تبدو وكأنها "تقرع طبول فارغة" - كما فعل المحتجون فعلياً أمام القنصليات الإسرائيلية - في وجه آلة حرب لا تسمع إلا لغة القوة.
** المنظمات الدولية: بين النداءات والعجز
* المشهد الدولي أكثر إثارة للخيبة:
- محكمة العدل الدولية: تلقت دعوى من جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية ، لكن القرارات تبقى حبراً على ورق.
-الأمم المتحدة: صوّتت الجمعية العامة لصالح قرار يدعو لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة منذ 1967، لكن إسرائيل وصفته بـ"الإرهاب الدبلوماسي" .
-*الاتحاد الأوروبي: بعض الدول مثل هولندا حظرت دخول وزيري الأمن والمالية الإسرائيليين ، بينما اقترحت المفوضية تعليق تمويل بعض الشركات الإسرائيلية .
لكن كل هذه الإجراءات تبقى رمزية أمام دعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المستمر لإسرائيل .
** دول الجوار والمنظمات الفلسطينية: اتهامات متبادلة
في خضم هذه الكارثة، تتصاعد الاتهامات بين الأطراف الفلسطينية نفسها:
- قادة فلسطينيون في الخارج يتهمون دول الجوار بالتقصير والعمالة، بينما يتهمهم آخرون بالهروب من المواجهة والاكتفاء بالخطب الرنانة
- حركة حماس تصر على المقاومة الخفية رغم التضحيات الجسيمة
لكن السؤال الأكثر إلحاحاً: أين الجميع من الأطفال الذين يموتون جوعاً تحت الحصار؟
** هل بقي للعالم ضمير؟
بعد عامين من الحرب، يبدو السؤال الذي طرحته من قبل أكثر إلحاحاً:
إلى ماذا سيؤدي كل هذا فى النهاية؟ ولماذا؟ ولا أحد يعرف .. العالم يقف على مفترق طرق:
= إما الاستمرار في صمت مريب يجعل منا جميعاً شركاء في الجريمة
= أو ينطلق العالم كضمير إنساني واحد يرفض أن يموت الأطفال جوعاً تحت أنقاض منازلهم
"لا خبز في غزة ولا خجل في العالم" . . هذه العبارة تختزل المأساة كلها. فهل يبقى أمل في أن تستيقظ الضمائر قبل فوات الأوان؟ التاريخ سيسجل أن العالم في 2023-2025 وقف متفرجاً على واحدة من أبشع حلقات الإبادة الجماعية في العصر الحديث، وسيسألنا جميعاً...... أين كنتم؟












قرار جديد من المحكمة في أولى جلسات محاكمة البلوجر أم مكة بتهمة...
نزاع على الأرض يتحول إلى اعتداء بالعصي.. الداخلية تضبط الأطراف بالشرقية
مصرع 4 أشخاص صعقا بالكهرباء في مزرعة بقنا
مصرع وإصابة 16 شخصا في حادث تصادم 3 سيارات بطريق الإسماعيلية الصحراوي
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025