الأربعاء 2 يوليو 2025 01:50 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول …( ترامب و نتنياهو و لعبة الكبير أوى ! )

الكاتب الكبير خالد درة
الكاتب الكبير خالد درة

ربما ، لم يكن نتنياهو يتوقع أن ترامب سيتخذ قرارات لها علاقة جوهرية بالشرق الأوسط ، من دون اطلاعه على الأمر مسبقاً ..

و مع جولة ترامب الخليجية ... نتنياهو يتحضّر لتلقي مفاجآت جديدة من ترامب الذى يبدأ غداً جولته الخليجية ، وسط متغيرات كبيرة في الشرق الأوسط و العالم .. فمن الحروب الإسرائيلية المستمرة منذ 19 شهراً و التلويح باجتياح كامل لقطاع غزة ، إلى "التفاهم" مع الحوثيين على وقف إطلاق النار مع السفن الأميركية ، إلى المفاوضات غير المباشرة مع طهران بشأن برنامجها النووي و بلوغها مرحلتها الحاسمة ..

فجولة ترامب تأتي مع جلوس مفاوضين أميركيين و صينيين في جنيف ، في ظل تفاؤل أميركي بإمكان التوصل إلى تفاهمات لخفض التصعيد في الحرب التجارية بين البلدين ، بعد وصولها في الأسابيع الأخيرة إلى ذروة غير مسبوقة ، التى هددت بدفع الاقتصاد العالمي بمجمله إلى الركود ..

و تتزامن الجولة التي ستشمل السعودية وقطر و الإمارات العربية المتحدة ، مع نجاح ترامب في إقناع الهند و باكستان بضبط النفس و الاتفاق على وقف إطلاق النار السبت ، بعد أيام من ضربات متبادلة ، أثارت مخاوف من نشوب حرب شاملة بين الجارتين الآسيويتين النوويتين ..

و أيضاً ، يستطيع ترامب أن يتفاءل بتحقيق جهوده لوقف الحرب الروسية -الأوكرانية ، مع اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول في 15 مايو الجاري ، مما سيمكن الرئيس الأميركي من نسب الفضل إلى ضغوطه في حمل موسكو و كييف على التفاوض المباشر بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب الطاحنة ..

و الملف الوحيد الذي يثقل على ترامب ، هو غزة .. باستثناء الحديث عن مبادرة أميركية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون أوضاعاً كارثية نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق منذ نحو ثلاثة أشهر ، فإن أي تقدم نحو الحل السياسي ، يكتنفه الغموض ..

فهل يعلن ترامب عن هدنة موقتة و تبادل للأسرى في الساعات التي تسبق الجولة؟ احتمال قائم و لو أن لا مؤشرات تدل على قربه .. و هل يعلن عن اتفاق نووي مع السعودية من دون ربطه بالتطبيع مع إسرائيل؟ .. أمر ممكن في وقت تتحدث واشنطن عن استعدادها لتصدير اليورانيوم المخصب لأغراض سلمية حتى إلى إيران ، ضمن الحوافز المقترحة لإقناعها بالتخلي عن التخصيب الخاص بها ..

فبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تبالغ في تقدير مفاجآت ترامب ، تفيد بأنه قد يعلن عن الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد ..

احتمالات كلها تقض مضجع نتنياهو ، الذي أقصى تنازل قدمه إلى الآن كان إرجاء الهجوم الشامل الذي يخطط له على غزة إلى ما بعد جولة ترامب .. و حتى الجهود الأميركية لإدخال المواد الإنسانية إلى غزة ، لا تشمل وقف الهجوم ، و إنما التعاطي مع عواقبه ..

و لربما جاء تصريح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف قبل الجولة الرابعة من المفاوضات في مسقط أمس ، بشأن الموقف الأميركي الرافض بالمطلق لأي تخصيب لليورانيوم على الأراضي الإيرانية ، بمثابة محاولة لتهدئة التوتر مع نتنياهو ، كي لا يذهب الأخير في خطوات تصعيدية من شأنها نسف المساعي الأميركية ووضع إدارة ترامب أمام خيارات صعبة ..

و ما قاله ترامب عن إعلان "مهم" قبل الانطلاق في جولته الخليجية ، اضطر نتنياهو إلى إرسال مستشاره للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى البيت الأبيض على وجه السرعة ، لمعرفة ما يعتزم الرئيس الأميركي الإعلان عنه ، حتى يتجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي مفاجأة أخرى من ترامب على غرار ما جرى معه في مسألتي التفاوض مع إيران و "التفاهم" على وقف إطلاق النار مع الحوثيين ..

و لربما ، لم يكن نتنياهو يتوقع أن ترامب سيتخذ قرارات لها علاقة جوهرية بالشرق الأوسط ، من دون اطلاعه على الأمر مسبقاً .. هذا ما سيزيد من حبس الأنفاس في إسرائيل حتى انتهاء الجولة الخليجية .