الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب. ثورة غيّرت وجه مصر الحديث


في مثل هذا اليوم، 23 يوليو من عام 1952، انطلقت شرارة ثورة الضباط الأحرار، معلنة نهاية عهد الملكية في مصر وبداية فصل جديد من تاريخها السياسي والاجتماعي. جاءت الثورة بقيادة مجموعة من الضباط الشبان في الجيش المصري، على رأسهم اللواء محمد نجيب، والزعيم اللاحق جمال عبد الناصر، كرد فعل على الفساد السياسي، وسوء توزيع الثروة، والاحتلال البريطاني الذي كان يسيطر على البلاد من وراء الستار.
*أهداف الثورة:*
رفعت الثورة منذ بدايتها شعارات ستة: القضاء على الاستعمار، والقضاء على الإقطاع، والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء جيش وطني قوي، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة. وقد وجدت هذه الأهداف صدىً واسعًا لدى الشعب المصري الذي كان يتوق للتغيير والخلاص من التبعية.
*أثرها الداخلي والإقليمي:*
ألغيت الملكية، وأُعلنت الجمهورية في يونيو 1953. بدأت إصلاحات جذرية، أبرزها قانون الإصلاح الزراعي، وتأميم قناة السويس عام 1956، الذي جعل عبد الناصر رمزًا للتحرر الوطني في العالم العربي. كما ألهمت الثورة شعوبًا أخرى في أفريقيا وآسيا، وكانت بداية لما سُمّي بـ"المد القومي العربي".
*الثورة اليوم:*
تظل ثورة 23 يوليو إحدى المحطات الفارقة في تاريخ مصر، حيث أرست مفاهيم السيادة الوطنية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، رغم ما شاب مسيرتها من تحديات وتباينات في التقييم. ومع كل ذكرى، يستعيد المصريون حوارهم المفتوح حول نتائج الثورة ومكتسباتها، وسبل استلهام روحها في بناء المستقبل.
في ذكرى ثورة يوليو، لا يُمكن إغفال ما مثلته من حلم شعبي بالتغيير، وما أثارته من جدل لا يزال حاضرًا في المشهد المصري حتى اليوم، بين من يراها تحررًا حقيقيًا ومن يراها لحظة حادة في مسار الديمقراطية.