كتاب ”منتهى. الحرية” لهيثم جويدة مرشح لإحدى الجوائز الأدبية لعام 2025


أعلن عدد من النقاد والصحفيين المتخصصين ترشيح كتاب "منتهى. الحرية"، للكاتب الكبير هيثم جويدة، ضمن الأعمال المؤهلة للمنافسة على إحدى الجوائز الأدبية الكبرى لعام 2025.
ويناقش الكتاب قضايا الإنسان المعاصر من منظور مجتمعي عميق، ويقدم رسائل أخلاقية وإنسانية بلغة أدبية مبسطة، تمس القلب والعقل معًا.
يعد الكتاب مزيجًا بين التأملات الحرة والنصوص الواقعية، ويركز على قيم الحرية الداخلية، واحترام الذات، والصدق مع النفس دون الانجرار لأي صدام سياسي أو أيديولوجي.
وقد لاقى الكتاب ردود فعل واسعة بين القراء، لما فيه من جرأة في الطرح مع التزام بالقيم المجتمعية والثوابت الثقافية.
وجدير بالذكر أن الكاتب هيثم جويدة له باع طويل في الصحافة والإعلام، ويعرف بكتاباته التي توازن بين الحس الأدبي والرسالة الإنسانية، كما يتولى جويدة رئيس لجنة القاهرة للنقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام والثقافة والآثار إضافة إلى أنه صاحب امتياز جورنال الحرية
إصدار الكتاب لدار القاهرة الجديدة للنشر .
وقد قام الدكتور حسين عبد البصير بكتابة هذه السطور
تصدير
"أن تُولد من جديد: رحلة إلى منتهى الحرية"
نولد في هذا العالم وفي داخلنا صيحة لم نطلقها بعد، نولد ونحن نحمل في ذواتنا بصمة لا تتكرر، وتوقًا دفينًا لا نعيه في البداية، لكنه يكبر معنا مع كل سؤال يؤرقنا، وكل لحظة نصمت فيها كي لا نُلام، وكل خيار لا نجرؤ على اتخاذه لأن "ما سيقوله الناس" صار أقوى من صوت القلب.
في "منتهى الحرية"، لا يضعنا الأستاذ هيثم... أمام مرآة، بل يأخذ بيدنا لنغوص في أعماقنا، لنفهم، لا لنحاكم. نعيش معه رحلة ليست دعوة إلى تمرد أجوف، ولا ثورة عابرة، بل صحوة هادئة، حقيقية، تبدأ من الداخل، وتتحرر من الخارج.
هذا الكتاب لا يزعم امتلاك الحقيقة، بل يحتفي بالأسئلة: من نحن؟ وماذا نريد؟ ولماذا نتماهى مع غيرنا بينما كلٌّ منا وُهب بصمته الخاصة؟ ولماذا نخشى الاختلاف، ونخاف أن نكون أنفسنا كما نحن؟
يكتب الأستاذ هيثم... وكأنه عاش مئة حياة في حياةٍ واحدة، يلتقط التفاصيل الصغيرة التي تشكّلنا، من أول خيبة إلى آخر حلم مؤجل. يتحدث عن هشاشة العلاقات في زمن السرعة، وعن العائلة التي تبني أو تهدم، وعن التربية التي تُطلق الجناحين أو تقصّهما قبل التحليق، وعن الحب الذي يُربكنا أكثر مما ينقذنا، وعن الوطن الذي قد يسكنك قبل أن تسكنه.
ما يميز هذا الكتاب أنه لا يتورط في وعظ أخلاقي أو تنظير فلسفي، بل يتحدث بصدق يشبهنا. إن لغة الأستاذ هيثم... هنا ليست لغة الكتب، بل لغة الناس، بلغة القلب قبل العقل. يكتب وكأنه صديق قديم يعرف وجعك دون أن تحكي، ويربت على كتفك لا ليواسيك فقط، بل ليقول: "أنا أيضًا مررت من هنا، وأعرف أن الضوء ممكن حتى في العتمة".
يعد الفصل الثلاثون، "حرية الفكرة وملكية الإبداع"، هو تتويج لهذه الرحلة. ويعيد الاعتبار للفكرة التي تُولد من الذات، ويحذر من سرقة الإبداع، لا فقط كفعل مشين، بل كجريمة ضد الروح. فالروح لا تُنسخ، والإبداع الحقيقي لا يُقلّد. إن هناك أصواتًا كثيرة في هذا العالم، لكن الصوت الذي يخرج منك وحدك، هو صوتك، ولا يكتمل الإنسان إلا عندما يسمعه بوضوح.
يثير الكتاب قضايا جوهرية في زمن اختلطت فيه المعايير، وتكسّرت فيه الحدود بين الحقيقة والتزييف. يحذر من المجاملات التي تُضعف الروح، من العلاقات التي تستنزف دون مقابل، من المثالية التي تقتل التلقائية. لكنه، في الوقت ذاته، يفتح نافذة على الأمل، وعلى الإمكانية الحقيقية للشفاء والتصالح مع الذات.
إن "منتهى الحرية" ليس كتابًا تقرأه لتتفق معه أو تختلف، بل كتاب تقرأه لتشعر، ولتتذكر، ولتبكي، وربما لتبدأ من جديد.
إنه كتاب عن الإنسان في جوهره، وعن صراعه الداخلي حين تقف الحياة عند مفترق طرق: هل أكون كما أنا، أم كما يريدني الآخرون؟ وهل أقبل بالحد الأدنى من الوجود، أم أُراهن على المعنى؟ وهل أختار نفسي، على الرغم من العواقب، أم أعيش حياة الآخرين والمقابل ثمن راحتي؟
يؤمن الأستاذ هيثم... في هذا الكتاب أن الحرية لا تُعطى، بل تُولد من الداخل. إنها قرار شخصي، صعب، ومكلّف أحيانًا، لكنها وحدها تمنحنا الحياة التي نستحقها. فأن تقول "لا" حين يقول الجميع "نعم"، ليس تمرّدًا، بل شجاعة. أن تحب نفسك كما هي، بكل ندوبها، ليس أنانية، بل وعي. أن تتصالح مع ماضيك، لا لتنساه بل لتفهمه، هو بداية طريق جديد نحو المستقبل.
إن هذا الكتاب يعلّمنا أن الحرية ليست شعارًا سياسيًا، ولا موقفًا نظريًا، بل تجربة معيشة تبدأ من لحظة صدق بينك وبين نفسك. وعند هذه اللحظة، لا يعود العالم كما كان.
أدعو القارئ إلى أن يقترب من هذا العمل لا كقارئ فقط، بل كشاهد على ذاته. أن يترك العبارات تتسلل إلى أماكنه المنسية، أن يقرأ السطور وما بينها، أن يبطئ قليلًا ليستمع لا لصوت الكاتب فقط، بل لصوته الداخلي الذي طالما خشي أن يسمعه.
إن "منتهى الحرية" هو كتاب في المحبة، والتسامح، والاختيار، هو كتاب إنساني عميق في بساطته، صادق في لغته، ناعم في لمسته لكنه يترك أثرًا لا يُنسى.
شكراً للأستاذ هيثم...؛ لأنه كتب هذا الكتاب، لأنه قرر أن يحكي، وأن يسأل، وأن يُشارك. ففي زمن الضجيج، تظل الأصوات الصادقة نادرة… لكنها ضرورية.
في النهاية، أقول كما بدأ الأستاذ هيثم...: هذا كتاب عنك. وعني. وعن كل من أراد أن يعيش… بحرية.
دكتور حسين عبد البصير عالم الآثار المصرية ومدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية
أهرامات الجيزة في 23 يوليو 2025