خالد درة يكتب من باريس : بالعقل أقول…( غزة تحت عدسة الغارديان أشبه بيوم القيامة ..! )
صورة إلتقطها زميل صحافي لغزة و قد أعطتها صحيفة «الغارديان» البريطانية كامل الصفحة الأولى لعددها الصادر أول أمس ، الأربعاء الموافق السادس من أغسطس الجاري ، تدق ناقوس خطر يُحدق بالعالم ككل ، لكن أكثر الناس في مشارق الأرض و مغاربها ، يتحاشى التَحديق باتساع العينين في وجه خطر هو قيَد التشكيل الآن ، بما فيهم أغلب المعنيين بما يجري على أرض قطاع غزة ، منذ اندلاع مآسي حرب إسرائيل بنيامين نتنياهو الوحشية ، بل التي فاقت كل تصورات التوحش في حروب الزمن المعاصر ، ضد الغزيين كلهم أجمعين ، رداً على كارثة هجوم كتائب القسام ، الذراع العسكري لحركة «حماس» ، و الموثق تاريخياً تحت مُسمى «طوفان الأقصى»..
الصورة إلتقطتها كاميرا الزميل الصحافي لورينزو توندو ، موفد الصحيفة الذي أتاح له سلاح الطيران الملكي الأردني مرافقة إحدى رحلاته لإلقاء مساعدات غذاء ، أو دواء ، على جياع غزة المنتظرين رحمة السماء .. حيث اختار محرر الصفحة العنوان التالي: «من فوق... غزة تبدو كما لو أنها في اليوم التالي ليوم القيامة» .. عنوان فرعي آخر أعلى الصورة ذاتها يزعق حزيناً بالآتي: «يحطم القلب سماع صوت صبي يستغيث بأمه غير مدرك أنها ميتة»..
تُرى ، ماذا بعد في جعبة نتنياهو ، و بن غفير ، و سموترتش ، و باقي عصابة حقد التطرف «الصهيوديني» الأعمى - و كل الحقد أعمى القلب ، من أي ثقافة كان ، أو عرق ، أو مُعتقَد - ماذا بقي في جعبتهم من الأحقاد يصبونها على خلطة تخليق جيل انتقام غزاوي هو قيْد التشكيل الآن ، ينتظر أن ينفجر القمقم المحبوس داخله ، و هو قمقم منحوت من صخور جبال جماجم أطفال و نساء و عجائز و مُسنين .. عندما يحصل ذلك ، فليكن الله حقاً في عون كل الذين سيواجهون غضب جيل الانتقام الآتي حتماً، و لو بعد حين ..
الزمن غير المحدد أعلاه ، أعطيته صفة «بعد حين» لسبب بسيط ، خلاصته أن محاولة التكهن بتحديده مستحيلة ، و هنا أحد مكامن الخطر الذي يشكله جيل الانتقام الغزاوي ..
قد ينفجر غضب هذا الجيل حتى بعد بضع سنوات من إخماد لهب محرقة الحرب الحالية ، و بعدما يكون جمع كثير من ساسة العالم طفق يطمئن ، معتقداً أن النسيان قد طوى فواجع ما بعد السابع من أكتوبر 2023. كلا ، هذا وهم كبير .. بالطبع وهم النسيان هذا صحيح بشأن كِلتى الضفتين ، الفلسطينية كما الإسرائيلية .. يبدو أن الطرف الإسرائيلي أقدر على المضي قدماً في الحياة بلا كثير إلتفات إلى الوراء .. و أسباب هكذا تفوق ، إن صح إعتباره تفوقاً ، متعددة ، ربما في مقدمها أن تجمعات المتعاطفين مع الذي أصاب الإسرائيليين فجر يوم «طوفان الأقصى»، سوف تتداعى لإعانتهم على إعادة تأهيل المعانين صدمات ما بعد الصدمة ،
و الأرجح أن هذا تداع ، أو اهتمام ، لن يتوفرا للطرف الفلسطيني ، و لا امتداداته في العالمين العربي والإسلامي وخارجهما .. هذا يوصلني إلى وجه آخر شديد الخطورة لجيل الانتقام الغزاوي قيد التشكيل الآن ، خلاصته أن تركيبته ليست بالضرورة تضم شبان و شابات غزة فقط ، و من المرجح أن عناصره لن تقتصر على متدينيين منخرطين في صفوف حركات أو فصائل جهادية .. كلا ، يجب ألا يثير العجب في مقبل السنين ، إذا شكلت مآسي غزة أيقونة تجذب إلى وهجها غضب جيل غاضب حول العالم كله ، و بين عناصره علمانيون و بيئيون رافضون للدين ككل .. عناصر من طراز كارلوس الفنزويلي ، المعروف لدى أجهزة الاستخبارات الدولية بإسم «ذا جاكال»، أو «الثعلب»، و الذي احترف الأرهاب عن اقتناع ، و ليس من منطلق الانصياع لدين محدد ..
فهل فات أوان الاحتواء .. هذا خطر داهم؟ لستُ أدري ، بل لستُ مؤهلاً لأن أقترح إجابة .. إنما ، الأرجح أن أغلب المعنيين بوقف الحرب ، و بطرح سيناريوهات «اليوم التالي»، غير متنبهين لخطر جيل انتقام غزاوي يتشكل الآن عالمياً .. مع ذلك ، آمل أنني على خطأ ، و أن العكس هو الصحيح ، و أن خططا توضع الآن للمباشرة في تنفيذها فور توقف الحرب على أرض غزة ، بغرض الحيلولة دون انفجار قمقم المنتقمين ، فلا يجري استنساخ حالات كما «الأفغان العرب»، و«الجيش الأحمر» الياباني ، و تنظيم «بادر ماينهوف» الألماني ، و غيرها مما توثقها سجلات تاريخ نشوء حركات الإرهاب وتطورها .. لست أدرى و لعل القادم أفضل .












اليوم.،. استئناف المتهم بقتل شقيقه في الجيزة على حكم المؤبد
حبس عامل لاتهامه بسرقة محل تجاري في كفر الشيخ
حبس 6 متهمين بسرقة أجانب تحت تهديد السلاح فى الجيزة
حبس عاطل سرق أسطوانة بوتاجاز بعد تداول فيديو على مواقع التواصل
اسعار الذهب مساء اليوم الأربعاء فى محلات الصاغة
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر