الجمعة 15 أغسطس 2025 12:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول ( نتنياهو و أوهام إسرائيل الكبرى ..! )

الكاتب الكبير خالد درة
الكاتب الكبير خالد درة

زلة لسان جعلت نتنياهو يفصح عما فى قلبه و نواياه و ما يريد أن يحققه على أرض الواقع ليحول أحلامه و أوهامه إلى حقيقة .. الحقيقة التى لا يوجد مكان لها إلا فى خياله هو فقط و هى التوسع فى الإستيطان و الإستيلاء على أراضي عربية أخرى تضاف إلى الكيان الحالى ليستطيع إقامة دولته العظمى إسرائيل أو كما يقول إسرائيل الكبرى أو إسرائيل الكاملة .. فقد صرح نتنياهو في لقائه الصحفي المذاع على قناة i24 العبرية أنه يريد التوسع في ضم أراضي جديدة إلى إسرائيل من مصر و الأردن و لبنان و سوريا لتصبح دولة إسرائيل العظمى في المنطقة العربية و صاحبة الهيمنة و السلطة على الجميع ..
و لكن العقلية العربية هي ذاتها قبل أكثر من ستين عاماً عقلية متحجرة متكلسة لا تفكر و لا يهمها المنطق السليم ، عقلية تعتقد أن بإمكانها أن ترمي إسرائيل في البحر و تحرر فلسطين عن طريق عملية إرهابية بخطف طائرة في أفريقيا ، أو تفجير ملهى في برلين، أو دهس المارة في شوارع أميركا ، أو الدعاء في المساجد ضد أحفاد القردة و الخنازير!..

و هي نفس عقلية الأمويين و العباسيين ، القرامطة و الحشاشين ، مرشد الإخوان و المرشد الأعلى ... هي عقلية متوارثة جيلاً بعد جيل. عقلية العنف و القتل و الإرهاب من أجل الاستحواذ على السلطة تحت غطاء الدين ..

عقلية قادة حزب الله الذين توهموا أن رفع سلاح المقاومة سيحمي لبنان من الغزو الإسرائيلي ، في حين أن هذا السلاح أصبح اليوم يوجه ضد الجيش اللبناني! .. هي نفس عقلية قادة حماس الذين ظنوا أنه في السابع من (أكتوبر) سيحررون القدس و يرتلون في مسجدها صلوات الشكر لله على نصرهم في إعلاء صوت الإسلام في الحرم القدسي ! .. هي نفس عقلية كتاب و محللين سياسيين الذين يغزون القنوات الإعلامية و يتحدثون عن مؤامرة إقامة دولة (إسرائيل الكبرى) بعد القضاء على حماس و إنهاء حرب غزة ! .. يتصور هؤلاء بعقولهم الصغيرة و مداركهم المحدودة أن أميركا و أوروبا و الغرب عموماً يتحالفون مع إسرائيل لتحقيق حلمها التاريخي بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل .. بالرغم من أنَّ إسرائيل الحالية و بكل الدعم الأميركي و الغربي و العالمي لا تستطيع التعايش و إدارة الأمور مع مليوني فلسطيني في قطاع غزة ، فكيف ستستطيع التعايش و إدارة شؤون أراضٍ و بلاد تضم مئتي مليون عربي يعيشون على امتداد الحدود بين النيل والفرات؟!..

توهم حزب الله اللبناني أنَّ سلاحه قادر على إزالة إسرائيل من الوجود ، و لكنَّ الحصيلة كانت مقتل كامل أعضاء قياداتها بما فيهم أمين عام الحزب و المئات من عناصره في تفجير هواتفهم .. وتوهمت حماس أنها بعملية خاطفة و احتجاز عدد من الرهائن ستمحي إسرائيل من الخارطة ، و الحصيلة كانت تدمير كامل لقطاع غزة و مقتل 150 ألفاً من مواطنيها وتجويع مليونين آخرين .. ثم توهم الحوثيون أنَّ إغراق سفينة تحمل علم ليبيريا في البحر الأحمر سيكون كافياً لتجثو إسرائيل و معها أميركا تحت أقدام عبدالملك الحوثي المختفي داخل كهوف جبال صنعاء و سيجعلونه المرجع الأعلى و الخليفة المنتظر لآية الله العظمى في إيران .. و الحصيلة كانت تدميراً كاملاً للبنية التحتية لليمن! ..
وأخيراً يتوهم الحشد الشعبي في العراق أنه هو من يحمي الدولة العراقية من الانهيار و أنَّ سلاح عصائب أهل الحق و كتائب حزب الله و النجباء هو الذي سيحفظ العراق من الضربات الأميركية و الإسرائيلية و أن تجريده من السلاح يعني ضياع العراق كدولة ذات سيادة!..

و"يا أمة ضحكت من جهلها الأمم".. فمنذ ثمانين سنة تحارب 22 دولة عربية إسرائيل دون أن تتمكن من زحزحتها من شبر من أراضي فلسطين .. فهل يستطيع حزب الله و الحوثي و الحشد أن يزيلوا إسرائيل من الخارطة ، أم هي مجرد تجارة أكل عليها الدهر و شرب منها حتى الثمالة؟..

لا الإسرائيليون هم (الأفضل على العالمين) و لا العرب هم (خير أمة أخرجت للناس) .. فدعهم يتقاتلون و لله الأمر من قبل ومن بعد .. هي مجرد تجارة بالسياسة و الدين يمارسها الطرفان و لا يدفع ضريبتها سوى القتلى و الجوعى الذين ينتظرون حفنة دقيق تلقيها عليهم الطائرات!..

"و إذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها و تركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين" (سورة الجمعة - آية 11).

خالد دره بالعقل أقول ( نتنياهو و أوهام إسرائيل الكبرى الجارديان المصرية