الأربعاء 10 سبتمبر 2025 04:26 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : عظيمات مصر(علا غبور )

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

المرأة المصرية العظيمة اللي لا يعرفها احد للأسف! انها "عُلا لطفي زكي"... الشهيرة بعلا غبور ، هي صاحبة فكرة إنشاء مستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج سرطان الأطفال! تبرعت بمبلغ ١٠ مليون جنيه في البداية ليبدأ الحلم. وبعد وفاتها، زوجها ا كمل المسيرة وتبرع ب ٢٠ مليون جنيه كصدقة جارية على روحها ، انها المحاربة القوية لمرض السرطان فصراعها مع المرض لم يكن نهاية لحياة بعد مماتها بل كان إحياء وإعطاء للحياة لمئات بل الاف آخري من الأطفال، باستكمال فكرتها في إنشاء مستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج مرضي السرطان حيث كانت عضو وأمين عام مجلسها ، ليس هذا فقط فقد ساهمت في دعم العديد من المؤسسات الخيرية كمؤسسة مجدي يعقوب للقلب، مؤسسة سرطان الثدي بمصر فكانت أحد أعضاءها، كذلك جمعية أصدقاء أطفال السرطان بالسيدة زينب والتي تولت تأسيسها بنفسها ،وغيرها من الأعمال الخيرية التي شاركت فيها،
كل الاحترام والتقدير لشخصية حقيقية عظيمة، جعلت الحلم والأمل يصبح واقعا ، الكريمة علا غبور المؤسسة لمستشفى ٥٧٣٥٧..لماذا لا يذكر اسمها كصاحبة فكرة ومساهمة في اكبر مشروع خيرى مصري ، وقد كان حلم مستشفى متخصص لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان حلم يراود علا غبور بعد ان عجز المعهد القومي للأورام عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى وموت الأطفال الصغار بمرض السرطان ، فقررت انشاء مستشفى خاص لسرطان الأطفال ودفعت مليون جنيه لمكتب هندسي لعمل الرسومات الهندسية للمشروع وتبرعت بمبلغ ١٠مليون جنيه لبناء المستشفى التي وصلت تكلفته الى ٧٠مليون جنيه ، وتولت جمعية أصدقاء مرضى السرطان عملية جمع التبرعات لإتمام المستشفى ..
وتشاء إرادة الله القدير أن تصاب علا غبور بالمرض اللعين ، وتغيب لأول مرة عن مستشفى ٥٧٣٥٧ .. وعن أطفالها في رحلة علاج من مرض سرطان الرئة بالخارج والتي لم تستمر طويلا، حيث انتهت برحيلها عن عالمنا في هدوء في ١٨ديسمبر ٢٠١٢ لتضرب لنا مثلا للتفان في الرحمة والعمل الإنساني الذى لا يفرق بين جنس أو دين ، فالإنسانية تعتبر الكل أمامها سواء، كل الاحترام والتقدير لشخصيات حقيقية عظيمة ، جعلت من الأمل والحلم حقيقة ، إن انجازات إنسان وافته المنيه ورحل في هدوء ، لا يعني نسيانه او نكران فضله ،من المهم ان ننسب الفضل لأهله حتي لو رحلوا عن دنيانا ، وليس اغفال خير شخصيه من افضل الشخصيات التي سمعنا عنها ولم نراها ، لماذا انكار وحجب فضل أصحاب الفضل ونسب اعمالهم لأناس اخرون ، رحم الله السيدة علا غبور رحمة واسعة بما قدمته لخدمة الإنسان المصري، وبارك في كل من يساهم في تخفيف الآلم عن الأطفال المرضي الأبرياء …شكرا للراحلة ... علا غبور.

عظيمات مصر(علا غبور ) طارق محمد حسين الجارديان المصرية