دكتور رضا محمد طه يكتب : الاحترار العالمي في ازدياد والحل في أيدي البشر


تعتبر الأبقار والحيوانات الأخرى اي الثروة الحيوانية والتي هي المصدر الأساسي لما يعتمد عليه البشر في تناولهم اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان وغيرها من الأغراض الأخري هي اكبر مصدر لإنبعاثات غاز الميثان وذلك من خلال عمليات الهضم والتجشؤ والريح والفضلات التي تخرج من تلك الحيوانات.
وتؤكد الأبحاث علي أن غاز الميثان من الغازات الدفيئة القوية حيث تبلغ قدرته في حبس حرارة الشمس عشرات الاضعاف -25 ضعف-مقارنة بغاز ثاني أكسيد الكربون ، واكسبد النيتروجين وغيرها من الغازات المرتبطة انبعاثاتها بنشاط ومشاريع ومصانع ومنتجات الدول الصناعية، ومن ثم انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة باريس للمناخ في مؤتمر باريس للمناخ ديسمبر 2015 ودول أخرى يعتمد اقتصادها علي الثروة الحيوانية والصناعية حتي لا يتأثر اقتصادها سلبا إذا ما وافقت على الشروط المنصوص عليها في الاتفاقية بشأن تقليل النشاط الصناعي التجاري بما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات التي تزيد من احترار المناخ.
مشكلة الاحترار العالمي تعتبر أهم مشكلات العصر والتي أصبحت بما لا يدع مجالا للشك تؤرق علماء المناخ والبشر الآخرين الذين يخشون علي مستقبل البشرية والأجيال القادمة ، تلك مشكلة من صنع ايدي البشر بسبب الأنشطة الصناعية والتي ينبعث منها الغازات الدفيئة واهمها ثاني أكسيد الكربون علي نحو متزايد مما لها من تداعيات خطيرة على درجة حرارة الكوكب ، وتتمثل تلك العواقب الوخيمة في انحسار أو ذوبان قطاع كبير من الغطاء الجليدي مما يترتب عليه ارتفاع مستوى سطح البحر في جميع أنحاء العالم قد يصل إلى 60 متراً وسوف تغمر المياه مناطق ومدن كبري كثيرة في العالم. كما تزيد من درجة الحموضة في المحيطات نظرا لتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع مياه السحب اي تسقط امطار حمضية مما يترتب عليه خلل في التوازن البيئي والحياة في ما بين الكائنات الحية في المحيط ومن ثم تختفي بعض الطحالب الخضراء التي تستهلك نسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتطلق الأكسجين وهذا بدوره سوف يؤثر سلباً على حياة الأسماك وغيرها مما يفيد الإنسان. ويعتبرها العلماء أن ذلك ليس فقط نهاية الحضارة البشرية علي الارض ولكن سوف يطال كافة أشكال الحياة الأخرى على الكوكب. هذا يدق ناقوس الخطر للسعي من أجل إيجاد بدائل للطاقة الاحفورية مثل طاقة الرياح والشمس والاقلال من استهلاك اللحوم الحيوانية وغيرها من الحلول المناسبة للاقلال من انبعاث الغازات الدفيئة.